المستشار محمد سليم يكتب : في ذكرى التحرير.. سيناء بين مجد الأمس ومعركة الغد

في الخامس والعشرين من أبريل، تتوقف عقارب الزمن احترامًا لذكرى خالدة في وجدان كل مصري وعربي، الذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء، الأرض التي تجلى الله عليها نورًا وهداية، ومسرى الأنبياء، ومهد الرسالات.
قطعة من الوطن لا تشبه سواها، محفوفة بالقداسة، مشبعة بتاريخ من النضال والمقاومة، ظلت دومًا مطمعًا للغزاة، وميدانًا لصراع طويل بين الحق والباطل، وبين الاحتلال والحرية.
سيناء.. معركة لم تنتهِ
تحرير سيناء لم يكن فقط استعادة أرض، بل كان استردادًا للكرامة، وانتصارًا للإرادة المصرية التي لا تنكسر، والتي جسّدها جيش مصر العظيم في ملحمة أكتوبر المجيدة، ثم عززتها القيادة السياسية بالحكمة والبصيرة على طاولة المفاوضات. واليوم، وبعد مرور أكثر من أربعة عقود، ما زالت سيناء تخوض معركة من نوع مختلف، معركة ضد قوى الظلام والتكفير، التي ظنّت - واهمة - أنها قادرة على كسر ظهر مصر من بوابتها الشرقية.
لكن هيهات. فكما سطرت قواتنا المسلحة ملاحم البطولة في حرب التحرير، فإنها ومعها رجال الشرطة البواسل، قدّموا في العقد الأخير تضحيات تليق بتاريخ مصر المجيد، وكتبوا سطورًا جديدة من النصر، ضد أخطر موجات الإرهاب التي عرفها الوطن.
السيسي.. قائد معركة التنمية والتحرير الثاني
وها هي سيناء اليوم، تعيش عهدًا جديدًا من البناء والتنمية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أعاد رسم خريطة الأمل في ربوعها، ووجّه البوصلة نحو مستقبل يليق بأرض الشهداء،فقد آمن الرئيس السيسي منذ اللحظة الأولى، أن معركة التنمية لا تقل قدسية عن معركة التحرير، وأن التضحيات التي بذلت من أجل استرداد الأرض، لا تكتمل إلا بزرع الحياة فوقها.
تحت قيادته، انطلقت مشروعات عملاقة في قلب الصحراء، شقّت الطرق، وأقيمت المدن، وعُبدت سُبل العيش الكريم، من رفح إلى العريش، ومن نفق الشهيد أحمد حمدي إلى جبل الحلال، فتحولت سيناء من ساحة حرب إلى بوابة للسلام الحقيقي والتنمية المستدامة، ضمن رؤية قومية شاملة لا تعرف التراجع ولا تؤمن إلا بالنصر.
تحية للرجال.. وميثاق للأبناء
في يوم التحرير، نرسل التحية إلى روح الزعيم الشهيد محمد أنور السادات، الذي اتخذ القرار الصعب في الوقت الأصعب، فقهر المستحيل وأعاد للأرض كرامتها، كما نرفع القبعة لكل شهيد ومصاب ضحّى من أجل مصر، ولكل أمّ سهرت وربّت بطلًا عاد إلى تراب الوطن في كفن العزة.
ونقول لأبناء هذا الجيل، والأجيال القادمة: لقد ورثتم أرضًا مقدسة دُفِع فيها ثمن غالٍ، فعليكم بالعمل والإخلاص، بالحفاظ على الأمن، وبالمشاركة في التنمية، حتى تكون سيناء كما أرادها الله، أرضًا للخير والسلام، لا للحرب ولا للفُرقة.
مصر تمضي... وسيناء تنبض
وفي الختام، نقولها بثقة: مصر تمضي في طريقها، تحت راية قائدها، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بكل عزم وإيمان، لا تلتفت للمتربصين، ولا تعبأ بالمثبطين، تصنع مجدها بيدها، وتكتب تاريخها بأرواح أبنائها.
وسيناء، التي رُويت بالدم الطاهر، ستظل تضيء طريق الوطن، وتذكرنا أن الكرامة لا تُشترى، وأن من أراد السلام، فعليه أن يكون مستعدًا للحرب، ومن أراد التنمية، فعليه أن يتحلى بالإخلاص والصبر- عيد تحرير سعيد يا مصر... يا أم الدنيا وأصل الحكاية.
كاتب المقال المستشار محمد سليم الامين العام المساعد للتنظيم بحزب الجبهة الوطنية وعضو المحكمة العربية لفض المنازعات وعضو اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب السابق