بوابة الدولة
الأحد 26 أكتوبر 2025 01:02 صـ 3 جمادى أول 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب: زلزال اليوم يهز الذاكرة... ويفضح تصدعات المحليات!

استيقظ المصريون اليوم على هزة أرضية مفاجئة شعر بها الملايين في محافظات متفرقة، ما أعاد لذاكرتهم الجمعية أحداث زلزال 12 أكتوبر 1992، الذي لم يكن مجرد اهتزاز في الأرض، بل كان زلزالًا اجتماعيًا كشف عن تصدعات عميقة في أجهزة الدولة، خاصة في المحليات والبنية التحتية، حيث امتزجت الكارثة الطبيعية بفساد إداري فجٍّ.

ورغم أن زلزال اليوم كان أخف وقعًا وأقل ضررًا، إلا أنه أحيا مشاعر الخوف والفزع في قلوب كثيرين، خاصة من عايشوا لحظة الرعب قبل أكثر من 30 عامًا، حين انهارت مبانٍ على سكانها، وتشققت الطرق، وتطايرت الأبواب والنوافذ من فرط الهزة، وسط ارتباك وفوضى عارمة. كان المشهد حينها يؤكد أن هناك جريمة صامتة تُرتكب بحق المواطنين: جريمة فساد المحليات.

في التسعينيات، لم تكن هناك جاهزية، ولا غرف عمليات مُعدة، ولا هواتف محمولة تُنذر وتُطمئن. كان المواطن يواجه الكارثة وحده، في ظل عقارات بنيت على "الغفلة"، بتصاريح مزورة، وتقارير هندسية مزيفة، وموظفين أغلقوا أعينهم عن الخطر مقابل مكافآت وهمية أو "إكراميات" في الظلام.

الفرق بين زلزال 92 وزلزال اليوم ليس فقط في القوة، بل في الاستجابة. اليوم خرج المعهد القومي للبحوث الفلكية ليؤكد بسرعة موقع الزلزال وقوته ويطمئن المواطنين. وسائل الإعلام ومواقع التواصل نقلت الأخبار خلال دقائق، وتم التأكيد على عدم وقوع أضرار تُذكر. لكن... هل هذا يكفي؟ هل نحن فعلًا مستعدون لأي كارثة قد تحدث غدًا أو بعد ساعة؟

الزلزال، وإن مر بسلام نسبي، طرح سؤالًا مزعجًا: كم من المباني في مصر لا تزال قائمة رغم كونها آيلة للسقوط؟ كم من التراخيص خرجت بمساعدة "المعلمين" في الأحياء؟ وكم من المسؤولين يعلمون بالخطر ويصمتون لأن "النفوذ" أقوى من القانون؟

هذا زلزال اليوم كان جرس إنذار مدوٍ للمحليات التي تركت الأبراج تعانق السماء، كناطحات السحاب، رغم أن أساساتها بالكاد تتحمل أربعة أدوار!
نعم، نحن في مواجهة قنابل خرسانية موقوتة، لا تحتاج إلا لهزة صغيرة لتحول الأحلام إلى مقابر.

إن أخطر ما في الكوارث الطبيعية أنها تكشف بسرعة عوراتنا الإدارية. ففي لحظة، يظهر الصلب من الهش، والنزيه من الفاسد. زلزال اليوم، لم يُسقط عمارات، لكنه كشف تصدعاتنا الأخلاقية، ومقاومة مؤسساتنا للشفافية، وأعاد فتح ملف المحليات التي لا تزال تحتاج زلزالًا من نوع آخر… زلزالًا للإصلاح والمحاسبة.

إن زلزال اليوم، وإن لم يُخلّف ضحايا، فقد دق جرس إنذار مدوٍ في آذاننا جميعًا: لا تنتظروا الكارثة القادمة كي تتحركوا، فربما لا تمنحنا فرصة للنجاة أو حتى للبكاء.
المباني المخالفة قنابل موقوتة، والتقاعس الإداري جريمة لا تقل خطرًا عن الزلزال ذاته، والسكوت على الفساد تواطؤ مع الموت.
إذا لم نهدم أبراج الإهمال ونبني مكانها مؤسسات رقابية حقيقية، فإن الزلزال القادم لن يوقظنا فقط، بل سيدفننا تحت ركام جهلنا وتقاعسنا وفسادنا.
فلنُصلح قبل أن نُمحى… فالأرض لا تنتظر أحدًا.

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى23 أكتوبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.5429 47.6429
يورو 55.0880 55.2134
جنيه إسترلينى 63.3890 63.5414
فرنك سويسرى 59.5403 59.6730
100 ين يابانى 31.1247 31.1922
ريال سعودى 12.6758 12.7031
دينار كويتى 155.0347 155.4115
درهم اماراتى 12.9435 12.9715
اليوان الصينى 6.6727 6.6877

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6345 جنيه 6310 جنيه $132.22
سعر ذهب 22 5815 جنيه 5785 جنيه $121.20
سعر ذهب 21 5550 جنيه 5520 جنيه $115.69
سعر ذهب 18 4755 جنيه 4730 جنيه $99.16
سعر ذهب 14 3700 جنيه 3680 جنيه $77.13
سعر ذهب 12 3170 جنيه 3155 جنيه $66.11
سعر الأونصة 197285 جنيه 196220 جنيه $4112.35
الجنيه الذهب 44400 جنيه 44160 جنيه $925.51
الأونصة بالدولار 4112.35 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى