الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب : هل أصبحنا في زمن يُكافأ فيه الفشل وتُهدد فيه الكلمة الحرة؟!

في زمن نعيش فيه تحت راية الجمهورية الجديدة، وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يوصي ليل نهار بإعلاء دولة القانون وهيبة الدولة وفرض النظام والانضباط، نفاجأ بمسئول محلي كبير، يتعامل بمنهج غريب مرفوض، يرفض أداء أبسط مهامه وهي إزالة الإشغالات والتعديات الصارخة التي حولت في شارع الترعة التوفيقية – عزبة النخل الغربية – تابع لقسم المطرية بالقاهرة إلى فوضى وخراب!
نعم، فوضى بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ:
محلات وكافيهات ومحلات عصير احتلت الأرصفة والطرق، فلا مارة يجدون ممراً، ولا سيارات تمر إلا بزفة! أكشاك مخالفة وملاهى عشوائية سرقت الشارع والكهرباء علناً دون حسيب أو رقيب!، جراجات سكنية تحولت نصفها إلى مخازن ، بعضها أغلق أبوابه الأصلية وفتح "باب رزق" على الطريق العام!،كل هذا تحت سمع وبصر ذلك المسئول الكبير، الذي من المفترض أن يُعيد الشارع إلى طبيعته لا أن يكون شريكًا في الفوضى، أو حامياً لها.
وهنا اسمحوا لي أن أطرح سؤالًا بريئًا – بسذاجة المواطن العادي اللي مش فاهم حاجة – ما الذي يمنع هذا المسئول الكبير من إزالة تلك الإشغالات؟ هل ينتظر أن تأتيه الإزالة في المنام؟! هل يخشى أن يسبب احتقانًا شعبيًا إذا أزال ملاهي وأكشاك مخالفة؟! بالعكس يا سعادة المسئول، الإزالة مش هتعمل ثورة، دي هترجع هيبة الدولة وتفرّح المواطن الغلبان اللي بيمشي جنب الحيط – لو لسه في حيط! – وحيبص لك باحترام بدل ما يضرب كف على كف من الإهمال والتكاسل و"المسئول اللي مش فاضي غير للتهديد مش للتنفيذ"!
لكن الأكثر خطورة وإثارة للغضب، أن هذا المسئول لم يكتفِ بالتقاعس، بل أوعز إلى بعض الأشخاص لتهديدنا والضغط علينا، لمجرد أننا كتبنا وفضحنا التقصير!
أيعقل هذا؟
هل وصلنا إلى مرحلة تُهدد فيها الأقلام؟ هل أصبح من يطلب النظام والعدالة متهمًا يجب إسكات صوته؟ هل باتت حرية الكلمة تُقابل بالتهديد والوعيد في وضح النهار؟!
الأغرب أن تصلنا اتصالات من زملاء أعزاء، يطلبون حذف المقال الذي كشفنا فيه حجم الإهمال، وكأننا ارتكبنا جريمة حين طالبنا برفع الإشغالات، أو إزالة الملاهي غير المرخصة، أو تفتيش الجراجات التى تحولت نصفها الى مخازن !
السؤال الذي يجب أن يُطرح بوضوح: من يحمي هذا المسئول؟ ولماذا يُسمح له باستخدام أدوات التهديد لإسكات الأصوات الحرة؟
رسالتنا واضحة: نحن لا نخشى إلا الله، ولن نسكت، وسنكتب وسنصرخ حتى يُزال هذا الظلم، وحتى تعود شوارعنا للمواطن لا للتجار والسارقين.
الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يرضى أبداً بهذا الأسلوب، ولا يقبل أن يُكمم الأفواه أو تُمارس التهديدات ضد من يفضح الفساد، نحن في دولة قانون ولن نرضى أن يتحول الشارع المصري إلى غابة يُكافأ فيها الفاسد، ويُهدد فيهامن يطالب بمواجهة الفساد!