في ذكرى وفاته.. ماذا تعرف عن المشير الجمسي ”آخر وزير حربية” وصاحب خطة العبور؟

في الذكرى الـ22 لرحيله، تحيي مصر ذكرى أحد أعظم رموزها العسكرية، المشير محمد عبد الغني الجمسي، آخر من حمل لقب "وزير الحربية" قبل تغيير المسمى إلى "وزير الدفاع"، وأحد أبرز العقول الاستراتيجية التي خططت لنصر أكتوبر 1973.
وُلد الجمسي في قرية البتانون بمحافظة المنوفية لأسرة ريفية ميسورة، والتحق بالكلية الحربية وتخرج منها عام 1939 ضمن سلاح المدرعات، ليبدأ مسيرة عسكرية حافلة، تخللتها دورات تدريبية متقدمة في عدد من دول العالم. عُرف بدقته في تحليل الواقع العسكري الإسرائيلي، وهو ما أهّله ليصبح أحد أعمدة التخطيط لحرب أكتوبر المجيدة، حيث دوّن تفاصيل خطة العبور بنفسه في كشكول ابنته – الذي عُرف فيما بعد باسم "كشكول الجمسي".
تولى الجمسي عدة مناصب بارزة، أبرزها رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال الحرب، ثم وزير الحربية عام 1974، كما اختاره الرئيس الراحل أنور السادات رئيسًا للوفد المصري المفاوض مع إسرائيل، وكان معروفًا بشراسته في الدفاع عن حقوق مصر والعرب على طاولة المفاوضات.
وفي عام 1975، عُين قائدًا عامًا للجبهات العربية الثلاث، ما عزز مكانته كرمز عربي عسكري من طراز رفيع، حتى اختير لاحقًا ضمن قائمة أبرع 50 قائدًا عسكريًّا في التاريخ.
تميز المشير الجمسي برؤية تحليلية ثاقبة، حيث كان دائم التحذير من استخفاف العرب بالعدو الإسرائيلي، مؤكدًا أنهم دائمًا على أهبة الاستعداد، في مقابل تهاون عربي في تقييم التهديدات.
رحل المشير محمد عبد الغني الجمسي يوم 7 يونيو 2003 عن عمر ناهز 82 عامًا، بعد حياة حافلة بالبطولات والقرارات المصيرية التي ساهمت في تغيير مجرى التاريخ العسكري المصري والعربي، رحم الله فارس العسكرية المصرية، وصاحب بصمة لا تُنسى في ذاكرة الوطن.