الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب: إبراهيم عيسى يغازل الاحتلال

فاجأني صديقي العزيز ورفيق رحلة الكفاح في مهنة صاحبة الجلالة الكاتب الصحفي الكبير محمد طرابية بما كشفه من تصريح صادم ومستفز صدر عن الإعلامي إبراهيم عيسى قال فيه نصًا "إظهار الشماتة في الإسرائيليين ومشاهد ضربهم أمر مرفوض" ولوهلةٍ ظننا أن المتحدث مندوب دبلوماسي في بعثة إسرائيل بالأمم المتحدة لا إعلاميًا مصريًا وُلد على ضفاف نيل الشهداء وتربّى في حضن بلد عروبي يكره الاحتلال كراهية التحريم .
يا سيد عيسى نحن لا نشمت نحن ننتقم ننتقم لأطفال غزة الذين ماتوا في حضن أمهاتهم وللأمهات اللواتي حفرن قبور أطفالهن بأظافرهن، ننتقم لأحياء تحت الأنقاض ولقلوبنا التي احترقت مع أول قذيفة سقطت على مستشفى أو مدرسة أو مسجد نحن لا نبكي على بني صهيون بل نلعن كل لحظة بقاء لهم فوق أرض عربية نلعن كل صوت يدافع عنهم أو يبرر أفعالهم أو يذرف عليهم دموع التماسيح
ووسط هذا كله نقف أمام السؤال الذي لا يريد أحد أن يجيب عليه لماذا الصمت على كل هذه الانتهاكات المهنية والمواثيق الإعلامية التي يخرقها إبراهيم عيسى ليلًا ونهارًا ؟!!! لماذا لا يتحرك أحد بينما يجلس الرجل في برجه الوثير يشكك في الشريعة الإسلامية ويتطاول على بعض صحابة رسول الله ثم يخرج علينا الآن بموعظة عن الشماتة في قتلة الأطفال هل أصبح الهجوم على الإسلام والتاريخ الإسلامي وجهة نظر، بينما الشماتة في جيش احتلال مدجج بالسلاح تهمة تودي بك إلى الجحيم الإعلامي
نريد أن نفهم وأن نعرف لماذا كل هذا الصمت على إبراهيم عيسى ؟ !!! لماذا تتساقط الكلمات من فمه كما تتساقط أوراق الخريف على ميكروفون يتلوّن في كل موسم من يحميه ؟!!! من يبرر له ؟!!! من يغطي عوراته المهنية ؟!!! وهل هناك مادة في قانون الإعلام تمنح حصانة لأصحاب اللسان الطويل والهوى القصير؟ !!!
إبراهيم عيسى هل تظن أن الشعب المصري قد فقد ذاكرته ؟ هل نسيت أنك عشت دهورًا تبيع لنا الوهم باسم حرية الفكر ثم انكشفت على حقيقتك ؟ نحن نراك الآن بوضوح لا إعلاميًا حرًا بل بوقًا مأجورًا لا يغرد إلا خارج السرب لا ينتمي إلا للضجيج الذي يجلب له الأضواء
لقد تحوّل خطابك إلى خطاب استعلائي كأنك في برج عاجي تتأفف من آهات المظلومين وترى في المقاومة فوضى وفي الفرح بهزيمة العدو تخلفًا ، أي إعلام هذا أي حياد كاذب تمارسه وهل الحياد مع الجلاد إلا خيانة للضحية
أيها السادة في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ،ويا شرفاء الهيئة الوطنية للإعلام ،ويا نقابة الإعلاميين التي لا تزال تحفظ ماء وجه المهنة أما آن لكم أن توقفوا هذا الانفلات ، أما آن لكم أن تُسكتوا هذا الصوت النشاز الذي يزرع السم في عقول شبابنا ويغازل الاحتلال في وضح النهار.
نطالب بمحاسبة فورية وموقف لا يعرف الرمادية فنحن لسنا في سوق للمزايدة الفكرية بل في معركة وجودية بين أمة ترفض الذل وبين أقلام ارتضت أن تكون مساحيق تجميل لقبح الاحتلال.
إبراهيم عيسى لم يعد مجرد إعلامي بل صار نموذجًا يجب أن يُدرّس تحت عنوان كيف تصنع من الحرية خيانة مقنعة ومن يتغافل عن تصريحاته فهو شريك في الجريمة إن لم يكن في الدم ففي تغييب الوعي
يا شعب مصر العظيم لا تندهش من هذا الصوت فالأقنعة كثيرة والمواقف الزائفة أكثر لكننا نراهن عليك على وعيك وعلى نبضك العروبي الذي لم يخن يومًا قضيتنا الأولى
واطمئن يا إبراهيم عيسى سنظل نحتفل بكل مشهد يسقط فيه جندي صهيوني وسنظل نكتب بالفخر عن كل صفعة يتلقاها الاحتلال وسنظل نحاسب كل مَن يدافع عنه أو يبرر له أو يستكثر علينا فرحة القصاص ولو كان يحمل ميكروفونًا أو يجلس على كرسي مذيع