مصر تشارك لأول مرة في رحلة الي القطب الشمالي على متن كاسحة الجليد النووية ”50 عاما من النصر
في اجواء احتفالية احتضنها متحف الذرة بمركز VDNKh في موسكو، اسدل الستار على نتائج نهائيات الموسم السادس من المشروع العلمي والتعليمي الدولي "كاسحة الجليد للمعرفة"، والذي تنظمه شبكة مراكز معلومات الطاقة الذرية بدعم من شركة "روساتوم" الحكومية الروسية. وفي حدث علمي استثنائي تم الكشف عن أسماء طلاب المدارس من روسيا و20 دولة أخرى الذين سيشاركون في رحلة "روساتوم" العلمية إلى القطب الشمالي على متن كاسحة الجليد النووية "50 عامًا من النصر".
شهدت عمليات الاختيار مشاركة قياسية تجاوزت 63 ألف طالب من جميع أنحاء روسيا، حيث تأهل 48 طالبًا تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عامًا من 35 مدينة روسية، شملت موسكو وسانت بطرسبرغ وفولوغدا وبيرم وكازان وغيرها من المدن الرئيسية. خضع المتأهلون النهائيون لاختبار فكري مكثف ومناقشات جماعية في ثلاثة مجالات علمية متقدمة: "تقنيات الكم"، و"الإلكترونيات الحيوية"، و"المعادن الأرضية النادرة".
عن طريق لجنة تحكيم متخصصة ضمت ممثلين عن شركات "روساتوم - تقنيات الكم"، و"روساتوم نيدرا"، و"فيسكو"، بالإضافة إلى خبراء خارجيين.
بناءً على نتائج المسابقة المكثفة، تم اختيار ثمانية فرق فائزة من المشاركين الروس. وفي إطار الاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس الصناعة النووية الروسية، تم اختيار ثلاثة فائزين إضافيين في فئات خاصة تحمل أسماء "الفخر" و"الإلهام" و"الحلم" - وهي الكلمات التي تشكل الشعار الرئيسي لهذه الذكرى التاريخية. وبذلك وصل إجمالي الطلاب الروس المختارين إلى 27 طالبًا.
على الصعيد الدولي، شارك نحو أربعة آلاف طالب من 20 دولة في المسابقة، شملت أرمينيا وبنغلاديش وبيلاروسيا وبوليفيا ومصر والمجر وغيرها. وسجلت بنغلاديش أعلى معدل مشاركة بـ841 طالبًا، تليها الهند بـ492 طالبًا، ثم قيرغيزستان بـ471 طالبًا. وتمكن 20 طالبًا أجنبيًا من اجتياز المسابقة بنجاح للانضمام إلى الرحلة الاستثنائية.
كما أكد نيكولاي باتروشيف، مساعد رئيس الاتحاد الروسي ورئيس اللجنة المنظمة للاحتفال بالذكرى الـ500 لبداية تطوير طريق البحر الشمالي، في كلمة موجهة للمشاركين: "في عام 2025 نحتفل بحدث تاريخي هام، وهو الذكرى الـ500 لبداية تطوير طريق البحر الشمالي. إن المثابرة وروح المبادرة والشغف باستكشاف المجهول صفات ميزت دائمًا الباحثين والعلماء والرواد. أعتقد أن الفائزين في مشروع كاسحة الجليد للمعرفة سيصبحون خلفاءً جديرين بأعمالهم".
من جانبه صرح نيكولاي تشفيرتكو، مدير فرع مجموعة فيسكو للنقل في فلاديفوستوك وأحد خبراء المسابقة النهائية: "كقائد لسفن عديدة، أؤكد أن القوة الأساسية لا تكمن في قوة السفينة وخصائصها التقنية، بل في فريقها. فريق من المحترفين الحقيقيين يجمعهم هدف مشترك. يُعتبر الإنسان وتطوره من القيم الأساسية لشركة روساتوم، ومشاريع مثل كاسحة الجليد المعرفية تفتح آفاقًا جديدة لشبابنا".
وعن فوزه في المسابقة، يقول الطالب تيمور عبد الوهاب، الفائز بهذه المسابقة من مصر: "أفخر بكوني أول طالب مصري يحمل علم بلده إلى القطب الشمالي. الفوز بمسابقة كاسحة الجليد للمعرفة ليس مجرد إنجاز شخصي، بل رسالة لكل طالب بأن الفضول والطموح قادران على الوصول بك إلى آفاق مذهلة"
ستُخصص البعثة هذا العام للاحتفال بمناسبتين تاريخيتين مهمتين: الذكرى الثمانين لتأسيس الصناعة النووية الروسية، والذكرى الـ500 لبداية تطوير روسيا لطريق البحر الشمالي. ومن المقرر إقامة البعثة في أغسطس 2025. سينطلق في هذه الرحلة الاستثنائية 65 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عامًا إلى القطب الشمالي، وسيكون بعض الطلاب أول ممثلين لبلدانهم يصلون إلى القطب الشمالي.
بدأت عملية الاختيار التنافسي للمشاركين الدوليين في 28 أبريل 2025 على موقع goarctic.energy، وتمت على ثلاث مراحل متدرجة. في المرحلة الأولى، أجرى المشاركون الأجانب اختبارًا علميًا شاملاً، وفي المرحلة الثانية، حضروا سلسلة من الندوات التفاعلية عبر الإنترنت حول تقنيات روساتوم الرائدة، بما في ذلك التقنيات المستخدمة في التطوير الآمن للشحن في القطب الشمالي. وفي المرحلة النهائية، قدم المتسابقون الحاصلون على أعلى النقاط أفكارهم في شكل عروض فيديو إبداعية حول إمكانية تغيير التقنيات النووية للحياة في بلدانهم نحو الأفضل. وقيّمت هذه المهام الإبداعية لجنة تحكيم دولية ضمت خبراء من بعثة كاسحة الجليد للمعرفة 2024، ومركز مشروع ITER، والمركز الكمي الروسي، وFSUE Atomflot وغيرها من المؤسسات المتخصصة.
يُنظم مشروع "كاسحة الجليد للمعرفة" بمعرفة شبكة مراكز معلومات الطاقة الذرية(NIIC) وبدعم من شركة روساتوم الحكومية، ويهدف إلى تعميم العلوم الطبيعية وتقنيات الصناعة النووية، واكتشاف ودعم الأطفال الموهوبين، وتنمية قدراتهم وتوجيههم المهني. على مدار عمر المشروع منذ تأسيسه، شارك أكثر من 350 طالبًا موهوبًا في رحلات روساتوم إلى القطب الشمالي، مما يؤكد النجاح المتواصل لهذه المبادرة التعليمية الفريدة.
كما يُشكل مشروع "كاسحة الجليد للمعرفة 2025" جزءًا من خطة فعاليات التحضير والاحتفال بالذكرى الـ500 لبدء روسيا تطوير طريق البحر الشمالي. ويُعتبر هذا الطريق أقصر مسار ملاحي بين غرب أوراسيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهو شريان نقل وطني عريق في روسيا يعود أول ذكر له إلى عام 1525، عندما طرح الدبلوماسي الروسي دميتري جيراسيموف فكرة استخدامه للتواصل البحري بين روسيا والصين وهو الحدث الذي يُعد انطلاقة التاريخ الروسي في تطوير هذا الممر الحيوي، والذي سيُكمل نصف قرن من الزمان في عام 2025..
تُعتبر روسيا الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك أسطولاً من كاسحات الجليد النووية، والذي تُشغله شركة FSUE Atomflot التابعة لشركة روساتوم الحكومية، ويضم ثماني كاسحات جليد نووية. وتحتفل الصناعة النووية الروسية في عام 2025 بالذكرى الثمانين لتأسيسها، حيث كان الاتحاد السوفيتي رائدًا عالميًا في الاستخدام السلمي للطاقة النووية ببناء أول محطة طاقة نووية في العالم في أوبنينسك عام 1954، وإنشاء أول كاسحة جليد نووية "لينين" عام 1959.
واليوم تواصل شركة روساتوم تطوير وتطبيق تقنيات متقدمة في مختلف الصناعات، حيث لا تقتصر على بناء محطات الطاقة النووية وتوفير الطاقة النظيفة لمئات الملايين من الناس في عشرات الدول، بل تضمن أيضًا تشغيل الإطار اللوجستي لطريق بحر الشمال، وإنتاج مواد جديدة، وتطوير وتصنيع أدوية للطب النووي. ويُحدد الشعار الرئيسي لهذا العام بالذكرى السنوية بثلاث كلمات: الفخر، والإلهام، والحلم، حيث يفخر علماء الطاقة النووية بإنجازات الآباء المؤسسين لهذه الصناعة، ويستلهمون من إنجازات الأجيال السابقة، ويخططون لغزو آفاق جديدة.
تتوفر القوائم الكاملة للفائزين على المواقع الإلكترونية: polus.atom.online و goarctic.energy
ومن المتوقع أن يشهد هذا العام احتفالات واسعة بالذكرى الثمانين للصناعة النووية من خلال عدد من الفعاليات، أهمها المنتدى الدولي "الأسبوع الذري العالمي" الذي سيُعقد في موسكو خلال فصل الخريف.
