الكاتب الصحفي سمير دسوقي يكتب.. الإقليمي سابقًا.. والكارثي حاليًا

اكتست محافظة المنوفية بالسواد، وبكت كل بيت فيها، حزنًا على فاجعة الطريق الإقليمي، الذي تحوّل من مشروع تنموي إلى طريق للموت، لا نبالغ إذا قلنا إنه بات لعنة حقيقية، بعدما خطف أرواح 18 من زهرات فتيات مصر والمنوفية، وأكثرهن لم يتجاوزن السادسة عشرة من العمر، وبينهن من كانت تنتظر الالتحاق بالثانوية العامة بعد تفوقها في الشهادة الإعدادية ومنهن ماكان متوفقا فى كليتة الجامعية
نعم... هو القدر، لكننا لا نعيش بلا عقل أو ضمير. ألم يكن من الممكن أن نُعيد النظر في هذا الطريق الإقليمي "اللعين"، الذي شهد حوادث عدة من قبل؟ ألم يُنذر بما فيه الكفاية؟ ولكن يبدو أن الطريق أصر على أن يكون شاهدًا على كارثة لم يعرف مثلها من قبل!
رحم الله زهرات المنوفية، وجبر قلوب أسرهن، وشفى المصابات، لكن ما ذنب هؤلاء الفتيات في أن يتحول الطريق إلى مقصلة؟!
كالعادة، تحركت الحكومة فورًا، وفتحت التحقيقات، وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي توجيهاته الصارمة بمحاسبة المتسببين، وتحقيق العدالة السريعة، وتكثيف التحاليل الدورية لسائقي الشاحنات والمركبات الثقيلة، خاصة على الطرق السريعة.
كما قطع وزير النقل زيارته الرسمية لتركيا فور علمه بالحادث، وعاد ليُتابع بنفسه تطورات التحقيق، في حين أعرب رئيس مجلس الوزراء عن حزنه الشديد، ووجّه بتخليد أسماء الضحايا، كرمز وطني وشاهد على التقصير الذي لا بد أن ينتهي.
ولا يفوتني في هذا المقام، أن أستحضر بكل فخر وعزة ذكرى ثورة 30 يونيو، تلك الثورة التي كانت ولا تزال إرادة شعب، وصرخة أمل في وجه الفوضى، ونقطة انطلاق حقيقية نحو الأمن والاستقرار.
نعم، لقد كانت 30 يونيو البداية الحقيقية لدولة قوية، تقف على قدميها، تواجه التحديات، وتخوض معارك البقاء والبناء، وتسير بخطى ثابتة نحو التنمية الشاملة.
ثورة 30 يونيو ليست مجرد مناسبة عابرة في الروزنامة، بل حدث تاريخي سيظل محفورًا في الوجدان، سطرته الجماهير بإرادتها، ووقفت خلفه مؤسسات الدولة، ودعمه العالم احترامًا لإرادة هذا الشعب العظيم.
تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر