بوابة الدولة
الجمعة 4 يوليو 2025 09:22 مـ 8 محرّم 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد يكتب : فراشات العنب تضمها روضات الجنة

عبد الناصر محمد
عبد الناصر محمد

استيقظت مصر كلها في صباح يوم الجمعة الماضي على حادث أليم على الطريق الإقليمي بنطاق مركز أشمون في محافظة المنوفية، راح ضحيته 18 فتاة وسائق، حيث اصطدمت شاحنة نقل (تريلا) بسيارة ميكروباص كانت تقل فتيات عاملات باليومية من أماكن سكنهن في قرية كفر السنابسة إلى مكان عملهن في مزارع العنب ، وكانت هذه الفتيات التي في عمر الزهور ساعيات على رزقهن، كل واحدة منهن لها حكاية تدمي القلوب، فهن يستيقظن قبل الفجر ليلحقن بالسيارة التي ستقلهن لعملهن في جني ثمار العنب لتحقيق يومية لا تتعدى 130 جنيها يساعدن بها أسرهن الفقيرة، أو يدخرن مصروفات دراستهن، أو يأتين باحتياجات إخوتهن وأبيهن وأمهن الخ، وقد خرجن مع الفجر مستبشرات يواجهن التحديات والصعوبات بابتسامة عريضة، ويستقبلن يومهن بأمل في غدٍ أفضل، يستطعن فيه تحقيق أحلامهن، وكل واحدة قد دفعت عن نفسها الكسل وحياة الترف لأنهن من أسر لا تعرف الكسل أو الترف، فكلها أسر في قمة الفقر ولكنها في قمة عزة النفس، ترفض أن تمد أيديهم لطلب الصدقة، وتظهر السعادة بالحياة رغم شقائها، خرجت تلك الفتيات فتلاقين وتبادلن تحية الصباح بمرحهن المعتاد الذي يخفف عناء اليوم وشقاءه، وكلهن يحلمن بالعودة محملات بالأجر وبعض الخيرات تسعد قلوب الأسر، ولكن تلك الأحلام البسيطة تحولت إلى كابوس بعد أن ظفر الموت بأرواحهن، وترك أهل البلدة الصغيرة في غمٍّ وحزن لا يوصف، فبدلا من عودتهن سعيدات مستبشرات عدن في صناديق خشبية ليُوارين الثرى، ويُكتب الفصل الأخير من حياتهن القصيرة لفراشات العنب الصغيرات .
وبالطبع نجد أن من أهم أسباب تكرار الحوادث على الطريق الإقليمي خاصة في المسافة الواقعة بين مركزي الباجور وأشمون، والتي أصبحت بؤرة يومية للحوادث المروعة منذ أكثر من عام الأخطاء الفادحة في تنفيذ ذلك الطريق الذي صار ممتلئ بالمطبات الهوائية نتيجة لهبوط الأسفلت في أماكن كثيرة؛ مما جعل الحكومة تتخذ قرارا بالصيانة لهذا الطريق المنفذ حديثا دون أن تتخذ خطوة محاسبة من نفذ الطريق، وتلزمه بالغرامة المناسبة وإعادة تأهيل الطريق على حسابه مع المسئولية الجنائية . وقد بدأت أعمال الصيانة على هذا الطريق منذ شهور طويلة، ولكن دون اتخاذ أي إجراءات احترازية تضمن سلامة المواطنين، ودون وجود إشارات كافية أو تنظيم مروري ملائم، ما تسبب في سقوط العشرات ما بين وفيات وإصابات . كما أن هذا الطريق من غير إنارة مما يتسبب في تكرار الحوادث رغم أن إضاءة الطريق من الممكن أن تتم على حساب القطاع الخاص الذي يتكفل بالإضاءة من خلال الألواح الشمسية مع إعطائه حق الإعلان على الطريق، وبذلك تجني الحكومة مالا وتضيء الطريق مجانا .
ثم ندلف إلى كارثة النقل الثقيل على هذا الطريق وكافة طرق مصر، فكوارث النقل الثقيل، لا تتوقف ولا ينكرها أحد، حيث يستغل صاحب السيارة أنه يدفع مبلغا كبيرا في التراخيص ويفعل بسيارته ما يريد من زيادة حمولة وعدم الالتزام بمواعيد السير، ولكن أخطر شيء في ذلك الموضوع هو تعاطي السائق بنسبة كبيرة للمخدرات لأنه أمن التفتيش الفوري، وحتى إذا ما ضبط يخرج بسهولة بعد أن يدفع ليعاود الكرة، ففي هذا الحادث البشع وبعد تحليل المخدرات وجد أن سائق التريلا متعاط لمخدر التامول، وقد دافع عنه محاميه وذكر أن السائق يعمل ليلا نهارا لتوفير متطلبات الحياة، مؤكدا أن موكله يتعاطى عقار "التامول" نتيجة معاناته من آلام مزمنة في العمود الفقري بسبب قيادته للسيارة لفترات طويلة دون راحة، وأن طبيعة عمله اضطرته إلى تناول التامول لتخفيف الألم وليس بغرض الترفيه أو الإدمان، لكن تبين من تحقيقات النيابة أن المتهم حاول تجاوز السيارة التي أمامه، فتعمد السير في الاتجاه المعاكس للطريق العام، متخطيًا الحاجز الفاصل بين الاتجاهين، وأضافت التحقيقات أن المتهم كان في ذلك الوقت واقعًا تحت تأثير المواد المخدرة، مما أدى إلى اصطدامه بسيارة نقل الركاب ووقوع الحادث. وطبعا المحامي لا يستطيع إنكار تعاطي السائق المخدر لأنه ظهر في التحليل لكنه يراوغ كالعادة ويحاول ان يرفع التهمة عن موكله بأسباب واهية، فمن المفترض أن السائق إذا كان متعبا فعليه ألا يقود ولا يتعاطى مخدر التامول الذي من ضمن أثاره التي يثبتها الطب الغثيان والدوار والنعاس، والقلق والهلوسة والعصبية والاضطرابات البصرية، وفرط التوتر وصعوبة التركيز، وفقدان الذاكرة والخلل المعرفي والاكتئاب والميول الانتحارية والإغماء. وبعد كل هذه الآثار لعقار التامول هل يعقل أن يتعطاه السائق ولا يرتكب حوادث أو جرائم ؟ فالموضوع خطير وينبغي تركيز الرقابة على كافة السائقين والتحليل الدوري والفوري لهم، ومن يثبت تعاطيه تسحب رخصته للأبد .
كاتب المقال الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد مدير تحرير بوابة الدولة الإخبارية والخبير المالى والإقتصادى

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى02 يوليو 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.2937 49.3937
يورو 57.9891 58.1166
جنيه إسترلينى 67.5718 67.7287
فرنك سويسرى 62.1846 62.3186
100 ين يابانى 34.2341 34.3083
ريال سعودى 13.1439 13.1713
دينار كويتى 161.4758 161.8829
درهم اماراتى 13.4195 13.4485
اليوان الصينى 6.8760 6.8905

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5303 جنيه 5280 جنيه $107.18
سعر ذهب 22 4861 جنيه 4840 جنيه $98.25
سعر ذهب 21 4640 جنيه 4620 جنيه $93.79
سعر ذهب 18 3977 جنيه 3960 جنيه $80.39
سعر ذهب 14 3093 جنيه 3080 جنيه $62.52
سعر ذهب 12 2651 جنيه 2640 جنيه $53.59
سعر الأونصة 164937 جنيه 164226 جنيه $3333.78
الجنيه الذهب 37120 جنيه 36960 جنيه $750.28
الأونصة بالدولار 3333.78 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى