الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب : وزارة الداخلية والأمن الوطني.. صمّام الامن ودرع الوطن الذي لا ينام

في زمنٍ تتعاظم فيه التحديات، وتتربص فيه الأيادي الخفية باستقرار الشعوب وأمن الأوطان، كانت مصر –وما زالت– في أمسّ الحاجة إلى من يحمي ظهرها من الداخل، من يقف بالمرصاد للمؤامرات، ويُحبط المخططات في مهدها، ويردع كل من تسوّل له نفسه العبث بجدار الدولة. وهنا، تقف وزارة الداخلية المصرية، وعلى رأسها جهاز الأمن الوطني، كجدار فولاذي، ودرع لا يُخترق، وسيف لا يصدأ.
ليس سرًا أن جهاز الأمن الوطني المصري خاض ولا يزال يخوض واحدة من أعقد المعارك في تاريخ الأمن القومي، معركة لا تُدار بالرصاص فقط، بل تُبنى على المعلومة والتحليل والمتابعة والاستباق. وإذا كان النصر في المعارك يُقاس بعدد الضربات الناجحة، فإن الأمن الوطني قد حقق سجلًا من الإنجازات يُعد مرجعًا أمنيًا عالميًا بكل المقاييس.
ولعل الإنجاز الأخير في تفكيك عناصر حركة "حسم" الإرهابية وملاحقة خلاياها، يُعد مثالًا حيًا وواقعيًا على عبقرية هذا الجهاز وحنكته. حيث تحرك الأمن الوطني بخفة ودهاء، وتعقّب خيوط تلك الحركة من الجذور، وضربها في العمق، قبل أن تخرج للعلن، في عملية استباقية شديدة الدقة والاحتراف.
نحن أمام جهاز لا يعمل برد الفعل، بل يُبادر ويستبق، ويقرأ النوايا قبل الأفعال. وفي الوقت الذي تُخترق فيه أجهزة أمنية كبرى في دول نامية ومتقدمة، يقف الأمن الوطني المصري ثابتًا، صلبًا، راسخًا، يبني قواعد الأمن بحكمة، ويواجه كل ما يُهدد أمن المواطن بعقلانية وبسالة.
والحقيقة التي لا جدال فيها أن ما يقوم به الأمن الوطني المصري اليوم أصبح يُدرّس في أعرق الأجهزة الأمنية في العالم. نعم، نؤكد وبكل فخر، أن خبرات هذا الجهاز العريق، وطريقته الفريدة في إدارة المعارك الاستخباراتية، صارت نموذجًا يُحتذى، وأن هناك دراسات وتقارير دولية تشير بإعجاب إلى مستوى التنسيق، ودقة العمليات، وسرعة الحسم.
وليس هناك أبلغ من شهادة الواقع، فقد أصبح المواطن المصري يشعر بالأمان الحقيقي في الشارع، بعد سنوات مضطربة. الإرهاب تراجع، والخلايا تفككت، والأسلحة صودرت، والمخططات وُئدت في مهدها، وكل ذلك بفضل عقول مصرية خالصة تعمل في صمت، وتضحي في الخفاء، وتنقذ الوطن من كوارث قبل أن يشعر بها الناس.
تحية لكل رجل من رجال الداخلية المصرية، ضابطًا أو جنديًا، يعمل بإخلاص دون كلل أو ملل. وتحية خاصة لفرسان الأمن الوطني، هؤلاء الذين لا تُسلَّط عليهم الأضواء، لكنهم يقفون في العتمة ليضيئوا لنا الطريق. هم لا يبحثون عن شهرة، ولا ينتظرون شكرًا، لأنهم أبناء هذا الوطن وحُماته، وأمنه الحقيقي وسياجه المنيع.
إن وزارة الداخلية اليوم تمارس دورها بمسؤولية وشرف، تحمي القانون، وتفرض هيبة الدولة دون تعسف، وتُقدِّم نموذجًا للأمن الواعي، الذي يُفرّق بين الحزم والتجاوز، بين الردع والانتهاك، بين هيبة الدولة وحقوق المواطن.
نقولها بكل ثقة، ما دامت هناك وزارة داخلية قوية، وأمن وطني يقظ، فإن مصر لن تنكسر، ولن تُخترق، وستظل دائمًا بلد الأمن والأمان، محفوظة بعيون أبنائها الشرفاء، ومحمية بإرادتهم التي لا تلين.