لطفي لبيب يُغادر دنيانا ..رحل بهدوء كما عاش.. تاركًا جرحًا في قلب الفن

ودّعت مصر صباح اليوم، الأربعاء 30 يوليو 2025، بقلوب يعتصرها الحزن والأسى واحدًا من أنبل من أنجبتهم الساحة الفنية.. رحل الفنان القدير لطفي لبيب، بعد رحلة طويلة من العطاء، والصبر، والوجع الذي لم يُفصح عنه كثيرًا، لكنه كان ظاهرًا في عينيه التي كانت تبكي بصمت كلما ابتسم أمام الكاميرا.
لطفي لبيب لم يكن ممثلًا،بل كان أبًا على الشاشة، وصديقًا في الكواليس، وضميرًا يمشي على الأرض، كان نبرة دفء في زمن صار كل شيء فيه بارداً، وكان وجهًا يألفه المصريون.
رحل لطفي لبيب عن عمر يناهز 77 عامًا، بعد صراع مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا عظيمًا، ومسيرة مكللة بالحب، والصدق، والعطاء. لم يكن مجرد ممثل، بل كان "أبًا على الشاشة"، و"ضميرًا حاضرًا" في كل عمل، وصوتًا هادئًا في زمن صاخب.
من مسقط الرأس إلى قلوب الجماهير
ولد لطفي لبيب في 18 أغسطس عام 1947 بمحافظة بني سويف. تخرج في كلية الآداب عام 1970، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه عام 1981، بعدما أنهى خدمته العسكرية التي خاض خلالها حرب أكتوبر المجيدة، وهو ما وثقه في كتابه "الكتيبة 26"، حيث سرد تفاصيل واقعية من قلب المعركة، وأثبت أن الفنان لا ينفصل عن الوطن.
مشوار فني متنوع ومبهر
بدأت مسيرته الفنية في المسرح، ثم التلفزيون، قبل أن يخطف الأنظار في السينما. شارك في أكثر من 300 عمل فني، تنوعت بين الكوميديا والتراجيديا، وتجلّى حضوره في أدوار الأب، والطبيب، والضابط، والصديق الحكيم، وحتى الرجل البسيط الذي يختزل بحكمته ملامح الوطن.
من أبرز أعماله: الناظر، السلم والثعبان، ظرف طارق، يا أنا يا خالتي، السفارة في العمارة، عايز حقي، رمضان مبروك أبو العلمين حمودة، ومسلسلات مثل رأفت الهجان، مبروك جالك قلق، ونيللي وشريهان.
لطفي لبيب.. من الفن إلى الاعتزال القسري
في السنوات الأخيرة، تراجع نشاطه الفني بسبب أزماته الصحية، وأعلن اعتزاله التمثيل مؤقتًا عام 2020، قائلاً: «أنا مش قادر أشتغل، جسدي لا يُطاوعني، لكن قلبي ما زال ينبض بالفن».
لكنه ظل حاضرًا في وجدان الناس، الذين كانوا يتابعونه باحترام، ويسترجعون أعماله حين تختنق الأيام بحاجة للبسمة الراقية.
ردود أفعال فنية تبكي العيون
بمجرد إعلان وفاته، انهالت عبارات الرثاء والدعاء من نجوم الفن، الذين وصفوه بأنه "نموذج نادر" في زمن قلّ فيه الوفاء.
قالت الفنانة إلهام شاهين: "كان إنسانًا راقيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. وداعًا يا حبيبي".
وكتب أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية: "فقدنا قامة فنية كبيرة.. مثّل جيلًا كاملًا من الفنانين الواعين المحترمين".
أما أحمد حلمي فنشر صورة له مع الراحل وكتب: "أنت أطيب وأجمل الناس.. علمتنا الضحك من غير إسفاف".
فيما وصفت منة شلبي رحيله بأنه "فاجعة"، مؤكدة أنه كان بمثابة الأب الروحي في أول أعمالها، وعلّق محمد هنيدي قائلًا: "أنت اللي كنت تضحكنا وإحنا صغيرين.. ربنا يضحكك في الجنة".
نعى الفنان طه دسوقي الفنان الراحل لطفي لبيب، من خلال منشور عبر حسابه الرسمي على موقع "فيس بوك"، ونشر دسوقي صورة جمعته بالفنان الراحل، وعلق عليها بكلمات مؤثرة قال فيها:"لا حول ولا قوة إلا بالله... عزائي الوحيد إنك ارتحت. ربنا يرحمك ويسكنك فسيح جناته على قد ما عملت معايا ومع كل حد قابلك، وانتفع من روحك الطيبة ومساعدتك اللي كانت دايمًا بدون مقابل، وبيتك اللي كان دايمًا مفتوح"، وأضاف:"ربنا يرحمك ويحسن إليك يا عم لطفي، ويجمعنا بيك على خير."
الوداع الأخير.. جنازة في صمت النبلاء
ومن المقرر تشييع جثمانه ظهر غد الخميس من كنيسة مار مرقس في مصر الجديدة. وسط حضور عدد كبير من الفنانين والجمهور المحب، حيث خيم الصمت والدموع عقب نبأ وفاتة، بينما يقام العزاء في نفس اليوم من كنيسة العذراء بأرض الجولف من الساعة السادسة إلى العاشرة مساء، ويوم السبت المقبل في كنيسة مار مرقس من الساعة 6 مساء".
يتمتع الفنان لطفى لبيب بتاريخ كبير في السينما والدراما، وعمل مع نجوم كبار مثل النجم الكبير عادل إمام فى عدد من الأفلام آخرها السفارة في العمارة عندما قدم شخصية السفير الإسرائيلى وقدمها بشكل محترف للغاية، كما عمل مع مى عز الدين، وحسن حسنى ومحمد سعد وأحمد مكى ونجوم آخرين ساندهم ووقف بجانبهم في ظهورهم في أولى بطولاتهم، قدم لبيب أكثر من 100 فيلم سينمائى، وأكثر من 30 عملا دراميا وعمل مع الزعيم في عفاريت عدلى علام وصاحب السعادة وغيرها من الأعمال.
مشاركة لطفى لبيب فى الجيش
خدم لطفي لبيب في الجيش المصري وقت انتصار حرب أكتوبر المجيدة ولم يكتفِ لطفى لبيب بالأعمال التى شارك في بطولاتها، إلا أنه قدم تقديم بعض المؤلفات في حياته سواء للأطفال أو غيرهم، وكان قد صرح لطفى لبيب في أحد اللقاءات التليفزيونية قائلاً: هذه مجموعة من مؤلفاتى الفنية، ومع ابتعادى عن التمثيل قررت كتابة بعض الأعمال الفنية أو الخواطر، ولعل من أبرز هذه الأعمال التى كتبتها سيناريو "الكتيبة 26"، والذى كشفت فيه كثيرًا من التفاصيل التى عشتها على مدار 6 سنوات هى مدة خدمتى كعسكرى بالجيش المصرى، وحضرت فيها انتصار حرب أكتوبر المجيدة.
المخرج روماني خيري يكشف عن آخر أعمال الفنان لطفي لبيب بعنوان "صانع البهجة"
كشف المخرج روماني خيري، عن آخر الأعمال التي شارك فيها الفنان الكبير لطفي لبيب، وكان فيلم وثائقي يحمل عنوان "صانع البهجة"، وقد تم إنتاجه خصيصًا من أجل عرضه في حفل تكريمه في الكاتدرائية المرقسية، كتحية لمسيرته الحافلة بالعطاء الفني والإنساني.
وأضاف خيري أن الفيلم يُعدّ توثيقًا إنسانيًا وفنيًا لمسيرة الفنان الراحل، ويحتوي على مشاهد نادرة وتصريحات خاصة لم تُعرض من قبل، لكنه غير متاح على أي من المنصات الرقمية أو وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تم تقديمه كعرض خاص احتفاءً وتقديرًا للراحل، مشيرا إلى أنه يبحث خلال الفترة المقبلة إمكانية عرض الفيلم عبر إحدى المنصات الرقمية، حتى يتمكن الجمهور من مشاهدته والتعرّف على محطات لم تُروَ من حياة الفنان الراحل.
واختتم روماني خيري تصريحه قائلاً: "كان هذا الفيلم محاولة بسيطة لرد الجميل لفنان قدم البهجة للملايين، وحرصنا على أن يكون إنتاجًا يليق بتاريخه ومسيرته."
المؤلفات في حياة لطفي لبيب
ولم يكتفِ لطفى لبيب بالأعمال التى شارك في بطولاتها، إلا أنه قدم تقديم بعض المؤلفات في حياته سواء للأطفال أو غيرهم، وكان قد صرح لطفى لبيب في أحد اللقاءات التليفزيونية قائلاً: هذه مجموعة من مؤلفاتى الفنية، ومع ابتعادى عن التمثيل قررت كتابة بعض الأعمال الفنية أو الخواطر، ولعل من أبرز هذه الأعمال التى كتبتها سيناريو "الكتيبة 26"، والذى كشفت فيه كثيرًا من التفاصيل التى عشتها على مدار 6 سنوات هى مدة خدمتى كعسكرى بالجيش المصرى، وحضرت فيها انتصار حرب أكتوبر المجيدة.
أخر أعماله السينمائية
يشار إلى أن أخر أعمال لطفى لبيب مشاركته في فيلم "أنا وابن خالتي"، بطولة: سيد رجب، بيومي فؤاد، هنادى مهنى، ميمى جمال، سارة عبد الرحمن، إسراء رخا، والمطرب علي لوكا، وضيوف الشرف إنعام سالوسة، انتصار، سليمان عيد، الإشراف على الكتابة دعاء عبد الوهاب وسيناريو وحوار عمرو أبو زيد ومن إخراج أحمد صالح.
رحل الطيب.. وبقي الأثر
برحيل لطفي لبيب، يفقد الفن المصري واحدًا من أنبل رموزه، رجلًا لم يركض خلف الأضواء، بل كانت الأضواء تركض خلفه. لم يكن نجم شباك، لكنه كان نجم القلوب. لم يكن الأعلى أجرًا، لكنه كان الأصدق تمثيلًا.
رحمك الله يا لطفي، ووداعًا لمن جعل من الفن رسالة ومن الحياة مسرحًا للطيبة