علوية جميل.. مشوار «المرأة الحديدية» للسينما المصرية| صور

تحل اليوم السبت 16 أغسطس، ذكرى رحيل الفنانة الكبيرة علوية جميل، التي غادرت عالمنا عام 1996 بعد رحلة فنية حافلة تركت خلالها بصمة بارزة في السينما والمسرح والإذاعة.
ولدت علوية في 15 ديسمبر 1910م باسم إليصابات خليل مجدلاني، ومع دخولها المجال الفني اقترح عليها يوسف وهبي تغيير اسمها لصعوبة نطقه، فاختار لها الاسم الذي ارتبطت به في أذهان الجمهور: علوية جميل.
صورة على الشاشة.. وحقيقة خلف الكواليس
رغم أن الجمهور اعتاد رؤيتها في شخصية «الحماة القاسية» أو «الأم المتجبرة»، فإن الفنانة علوية جميل كانت في حياتها الخاصة مختلفة تمامًا.
فقد اشتهرت بطيبتها الشديدة، ورعايتها لأسرتها وزوجها الفنان محمود المليجي، لتصبح نموذجًا للتناقض بين ما يراه المشاهد على الشاشة وما تخفيه حياة الفنان.
مدرسة في أدوار الشر
قدمت علوية جميل عشرات الأدوار التي رسمت ملامح مدرسة خاصة في أداء الشر النسائي، لم يكن أداؤها مجرد صراخ أو قسوة، بل امتلكت القدرة على إظهار الشر بأسلوب واقعي أقرب إلى الحياة، ما جعل شخصياتها تترسخ في أذهان الجمهور حتى اليوم.
القوة الناعمة للمرأة
بعيدًا عن الفن، مثلت علوية جميل نموذجًا لامرأة قوية في زمن صعب، فقد جمعت بين عملها على خشبة المسرح، وتحمل مسئوليات أسرة كبيرة، إضافة إلى كونها سندًا لزوجها في بداياته وحتى مجده الفني، بل إنها كانت صاحبة الموقف الحاسم في أزماته، ووقفت بجواره حتى آخر لحظة في حياته.
الحب الكبير
أكثر ما يميز قصة علوية جميل مع محمود المليجي هو وفاؤها رغم كل الصعاب، حيث جمعتهما قصة حب بدأت بموقف إنساني، أثناء عملهما بفرقة فاطمة رشدي، تلقى المليجي خبر وفاة والدته، وكان عاجزًا عن تدبير نفقات السفر للجنازة.
عندها أعطته علوية 20 جنيهًا وطلبت منه ألا يخبر أحدًا حفاظًا على كرامته، هذا الموقف تحول إلى بداية قصة حب تُوجت بالزواج عام 1931.
ورغم أن حياة المليجي شهدت زيجات أخرى، أجبرته علوية على إنهاء إحدى تلك الزيجات، لكنها في النهاية فضلت أن تحافظ على بيتها وزوجها، وظلت بجواره حتى وفاته عام 1983، لتبقى رفيقة دربه طوال مشواره الفني والإنساني.
أولى خطواتها في السينما
قدمت أول أدوارها السينمائية في فيلم «زينب» عام 1930، ثم تألقت في فيلم «يوم سعيد» عام 1940 أمام موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ومن بعدها انطلقت في مسيرة سينمائية طويلة رسخت خلالها شخصية «الحماة الشريرة» و«الأم القاسية»، لتصبح من أبرز نجمات أدوار الشر، رغم اختلاف شخصيتها الحقيقية عن تلك الصورة.
الوجه الآخر لملكة الشر
خلف ملامحها الصارمة التي جعلتها أيقونة لأدوار الشر، كانت علوية جميل امرأة طيبة القلب، محبة لأسرتها وزوجها، واعتزلت السينما عام 1964، لكنها بقيت رمزًا من رموز الإبداع في المسرح والسينما والإذاعة.
إرث يتجاوز الأدوار
رحلت علوية جميل في مثل هذا اليوم عام 1994م، لكن ذكراها باقية ليس فقط بأدوار الشر، بل بكونها نموذجًا لفنانة تركت إرثًا يتجاوز الشاشة، ليثبت أن الفن الحقيقي يعيش طالما كان نابعًا من صدق صاحبه، حتى لو كان دوره هو «الشريرة» التي يخشاها الجميع.