الكاتب الصحفى سمير دسوقى يكتب الأسد والنمر في ألاسكا.. هل يتعلم العرب؟

بحكم عملي الصحفي، تابعت كما تابع العالم كله – من أقصاه إلى أقصاه – اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لقاء لم يكن عاديًا، بل حمل في طياته الكثير من الرسائل، والمزيد من الترقب.
وقد وصفت هذا اللقاء بـ"لقاء الأسد والنمر"، فإذا اجتمع هذان الوحشان في الغابة، أو خارجها، يسعى كلٌ منهما للحفاظ على مكانته وسط عالم مليء بالفرائس والمخاطر. فكلاهما له هيبته، وله حضوره، وله مصالحه التي لا يمكن التنازل عنها، لا في الغابة، ولا خارجها.
الغابة – وأقصد بها هنا العالم – وقفت تتابع هذا اللقاء بقلق، من فهود وثعالب وثعابين وحتى أصغر الكائنات، تترقب ما قد يسفر عنه هذا الاجتماع بين اثنين من عمالقة السياسة والنفوذ.
لكن المفاجأة التي أذهلت الجميع، أن اللقاء جاء وديًا، يسوده التفاهم، لا الصدام، بل وصل الأمر إلى أن الأسد والنمر طلبا تكرار اللقاء مرة أخرى! وهنا تساءل كل من في الغابة بدهشة: كيف حدث هذا؟!
والإجابة ببساطة: المصالح... عندما تحضر المصالح، تتراجع الخصومة، وتُفتح أبواب التحالف.
وهنا لا يسعني إلا أن أستدعي ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي في أحد خطاباته:
"يجب أن نتحدث بكلمة واحدة... فالاتحاد قوة لا يمكن اختراقها، لكن إذا سار كل منا في طريقٍ مختلف، فتلك هي الوقيعة."
فهل يتعلم العرب من لقاء الأسد والنمر؟
وهل يدركون أن المصالح المشتركة ووحدة الصف، قادرة على صناعة التحالف حتى بين الخصوم؟
وهل يتوقفون عند مقولة رئيس مصر حين تحدث عن الاتحاد والقوة والصلابة؟
إنها دعوة للتأمل، بل دعوة للفهم والعمل.
تحيا مصر دائمًا وأبدًا بوحدتها وصلابتها وقوتها.