الدكتورة شاهيناز عبد الكريم تكتب : استراتيجية وطنية لاستعادة الوعي وبناء الإنسان المصري
على مدار أكثر من 12 عامًا، شهدت مصر تحولًا جذريًا من حالة شبه دولة تعاني من الفوضى المرورية والعشوائيات وتدهور الخدمات، إلى دولة تستعيد مكانتها وتعيد صياغة مستقبلها بخطى ثابتة نحو الحداثة والتنمية المستدامة.
من مشاهد التكدس الخانق في نفق أكتوبر، والاختناقات اليومية في شوارع القاهرة، إلى الكوارث الإنسانية في مناطق مثل الدويقة وتل العقارب، كانت مصر حبيسة 5% فقط من مساحتها، تعاني من تلوث بيئي، اختفاء تدريجي للأراضي الزراعية، وانتشار العشوائيات وغياب الخدمات الأساسية.
في خضم كل هذه التحديات، كان الإعلام المصري يعاني أيضًا من حالة تراجع، حيث سيطرت عليه نغمة سلبية متكررة تعكس أسوأ ما في الواقع، وتُصدّر الإحباط للمواطن دون أفق واضح للتغيير.
لكن، وبفضل إرادة سياسية واضحة، شهدت البلاد تحولات عميقة بدأت بمشروعات قومية عملاقة، وتمدد عمراني غير مسبوق، وتوسع في البنية التحتية. ورغم استمرار التحديات – من أزمات اقتصادية، وضعف في التصنيع، وتحديات إقليمية – فإن الأمل يتجدد ببناء إنسان جديد قادر على مواكبة هذا التطور.
هنا، جاء اللقاء المهم بين السيد رئيس الجمهورية وممثلي الهيئة الوطنية للإعلام، لتُعلن الجمهورية الجديدة عن خطوة فارقة في مسيرتها: إطلاق استراتيجية وطنية للإعلام المصري، تستهدف استعادة الهوية الوطنية، وتعزيز الوعي الجمعي، وإعادة بناء إدراك المواطن بقضايا وطنه ومجتمعه، من خلال إعلام مهني، جاذب، مبتكر، ومتجذر في حضارتنا وثقافتنا.
الاستراتيجية لا تتوقف عند الإعلام الرسمي، بل تشمل الإعلام الخاص، وتتقاطع مع جهود إصلاح الدراما المصرية، التي انحرفت في بعض أعمالها عن القيم المجتمعية، وسقطت في فخ الترويج للعنف والفساد. ويُعاد التأكيد على أهمية الرقابة التوجيهية التي توازن بين حرية الإبداع والمسؤولية المجتمعية.
وفي خطوة موازية،
