أشرف أبو الهول: نتنياهو يسعى لتقديم نفسه كمؤسس ثانٍ لإسرائيل

أجرى الكاتب الصحفي أشرف أبو الهول، مدير تحرير جريدة الأهرام، تحليلًا سياسيًا موسعًا خلال حواره مع قناة "إكسترا نيوز"، تناول فيه مقارنة بين شخصية رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو، ومؤسس دولة الاحتلال وأول رئيس وزراء لها ديفيد بن جوريون.
وأوضح أبو الهول أن نتنياهو يسعى لتقديم نفسه كـ"المؤسس الثاني" لإسرائيل، لكنه يختلف جذريًا عن بن جوريون الذي كان صاحب مشروع تأسيسي واضح، بينما يُعد نتنياهو سياسيًا انتهازيًا يسعى للبقاء في السلطة بأي ثمن، حتى لو أدى ذلك للتحالف مع الأحزاب الدينية والمتطرفة التي همّشها مؤسسو إسرائيل الأوائل.
وأشار أبو الهول إلى أن بن جوريون استقال مرتين طواعية من منصبه ولم يدخل في تحالفات دينية متشددة، بينما بنى نتنياهو قوته على دعم الأحزاب اليمينية والدينية المتطرفة، مستغلًا تصاعد نفوذ التيارات الدينية في إسرائيل، فضلًا عن استقطاب اليهود الشرقيين على حساب النخبة الأشكنازية التي مثلها بن جوريون.
ولفت إلى أن كليهما استخدم الدين لتبرير السياسات، مع تشابه في الخطاب السياسي وإظهار الذات كصاحب "مهمة تاريخية"، مستشهدًا بمقولة بن جوريون الشهيرة: "في إسرائيل، لتكون واقعيًا عليك أن تؤمن بالمعجزات"، بينما يسوق نتنياهو نفسه في إطار "صناعة المعجزات".
كما بيّن أن بن جوريون ارتكب مجازر واسعة خلال النكبة عام 1948، وهدم مئات القرى الفلسطينية، في حين عزز نتنياهو سياسة الاستيطان وطرح فكرة "إسرائيل الكبرى" لترسيخ حكمه، وهو ما ساهم في تفاقم الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي.
وخلال الحلقة، قُطعت المناقشة لإذاعة خبر عاجل حول لقاء رئيس المخابرات العامة المصرية مع نظيره التركي، والاتفاق على ضرورة إنهاء الحرب في غزة وفق مقترح الوسطاء، مع بحث الأوضاع في السودان وليبيا.
واختتم أبو الهول تحليله بالتأكيد على أن نتنياهو يمثل مشروعًا شخصيًا للبقاء السياسي، بينما كان بن جوريون صاحب مشروع تأسيسي متماسك، رغم عنفه وسياساته الإقصائية ضد الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن سياسات نتنياهو أدخلت إسرائيل في أزمات داخلية عميقة حتى قبل أحداث 7 أكتوبر.