الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : لله الحمد ..أخيرا أدرك المسئولين أن صحة المصريين فى خطر .

فجأه الجميع يتحدثون كما كنت أتحدث .. الجميع يشيرون لمواطن الخلل كما كنت أشير .. فجأه وجدت من يقول كما كنت أقول أن هناك خلل فى منظومة الصحه تهدد حياة المرضى من المصريين .. كثر أصبحوا يقولون أن نهج وزير الصحه الدكتور خالد عبدالغفار مع شديد إحترامى لشخصه الكريم فى حاجه لإعادة نظر .. بح الصوت من الحديث عن الخلل فى منظومة الصحه لكن لاتجاوب ولاإهتمام ، رفضت بقوه ترسيخ خطيئة إنصر أخاك ظالما أو مظلوما لانها ستضر بصحة المصريين والتى تجلت فى قرار الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان بندب الطبيب أيمن محمد عباس مدير مديرية الشئون الصحيه بالفيوم للعمل بالإدارة المركزية للصحة النفسية لمدة ثلاثة أشهر ، أو لحين إنتهاء الاجراءات الثانوية اللازمة لشغل الوظيفة ، والذى جاء بالتزامن مع قرار محافظ الفيوم بإحالة الطبيب نفسه للتحقيق ووقفه لمدة ثلاثة أشهر ، والذى رجحت بعد المصادر أن هذا القرار للمحافظ صدر لرفضه تنفيذ تعليمات إدارية من قبل المحافظة لمديرية الشئون الصحية ، بالإضافة إلى إنتدابه لأشخاص خارج مديرية الشئون الصحية للعمل بها .
يقينا .. هذا النقد الذى وجهته لوزير الصحه ومعاونيه ، أو وجهه غيرى هو من الطبيعى وليس عيبا أو حرام ، ليتجاهله الوزير ومعاونيه أيضا ، ويرفض مضامينه الحواريين ، بل نقد مشروع منوط به شخصى وغيرى من حملة الأقلام ، والساسه ، والمنوط بهم الخدمه العامه ، وذلك للتنبيه لمواطن الخلل ، وضبط الأداء ، وتلك غايات نبيله لايختلف عليها أحد ، يبقى من الأهمية أن يصمت الحواريين أو يخرصوا ، لأن نهجهم هذا بالإمعان فى التأييد والتزيين لأى أداء أو قرار يصدر ، ورفض الإقتراب من المسئول يرسخ لمزيد من التردى فى الأداء ، والإنهيار فى العطاء الصحى .
جاءت واقعة الإعلاميه عبير الأباصيرى لتحرك المياه الراكده ، وتزلزل الأرض من تحت الأقدام ، وتؤكد على أن هناك أمور خاطئه ، وضرورة الإنتباه لما سبق وأن طرحته وغيرى ، رحلت الإعلامية عبير الأباصيري ضحية مستشفى الهرم التي توفيت بعد إصابتها بجلطة دماغية ، ونفت وزارة الصحة المصرية ما تم تداوله عن الإهمال الطبي مؤكدة حصولها على الرعاية اللازمة ، فيما إتهمت مرافقتها المستشفى بالإهمال ، غادرت الإعلاميه عبير الأباصيرى عالم الباطل ، وإنتقلت إلى دار الحق بعد أن تعرضت للإهمال بمستشفى الهرم ، مرة أخرى قالت مرافقة الإعلاميه بوجود خلل ، وقال الوزير ان هذا الخلل محض إفتراء وأكاذيب ، لكننا فجأه وجدنا إنتفاضه غير مسبوقة لتفقد الأداء بالمستشفيات .
قلت ولم يسمعنى أحد أن هناك خلل فى المنظومه الصحيه وتردى بالمستشفيات ، وإنحدار فى الأداء الطبى إلاماندر ، وإجرام فى إهدار المال العام ببعض المستشفيات ، تعامل مسئولى الصحه بإستخفاف حيال ما كشفت عنه لتأكيد ذلك إنطلاقا من مستشفى الصدر ببلدتى بسيون ، وتعامل الوزير أيضا بعدم إهتمام مع ما كشفت له عنه بحق نفس المستشفى وذلك أثناء اللقاء الموسع الذى عقده قبل عامين بالقاعه الرئيسيه بديوان عام محافظة الغربيه ، وذلك بحضور الدكتور طارق رحمى محافظ الغربيه فى ذلك الوقت ، وكل قيادات المحافظه ، والصحه بالغربيه ومرافقى الوزير ، هذا الذى طرحته بحق مستشفى الصدر ببلدتى بسيون يجب أن يقدم كثر بسببه لمحكمة الجنايات ، أيقنت أن هذا نمط سلوك ، ونهج تعامل حيث أشاد الوزير بأداء مسئولى الصحه بالغربيه ردا على الإنتقادات التى وجهتها لهم بشأن تلك المستشفى الذى ينعق فيها البوم ، نظرا لأنها مغلقه رغم الإنتهاء من تشييدها وتجهيزها بالمعدات الطبيه بتكلفة ملايين الجنيهات .
يقينا .. أيقنت القياده السياسيه بتلك المخاطر التى طالت المرضى إستشعارا بالمسئوليه الوطنيه فوجدنا الوزير وقد إنتفض وشكل لجان من قادة الوزاره الذين غادروا التكييف المحيط بمكاتبهم ، وأخذوا يتابعون الأداء بالمستشفيات وإكتشفوا ومعهم الوزير العجب العجاب ، وأيقنوا بصدق أهمية التجاوب مع أى كشف لمواطن الخلل لعلاقته بصحة المصريين ، بحق الله أصابهم الهلع من كارثية مارصدوا إلى الدرجه التى أحال فيها الوزير مسئولى مستشفى 6 اكتوبر إلى السيد المستشار النائب العام بعد إصابة المرضى بالعمى ، ليتم التحقيق القضائى الشامل فى أسبابها ، وملابساتها ، وتداعياتها مع التوجيه الفورى لرئيس الهيئة العامة للتأمين الصحى بإتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف رئيس الإدارة المركزية للخدمات الطبية بالهيئة عن العمل ، وإحالته للتحقيق ، وإنهاء تكليف مدير المستشفى ، وإحالته للتحقيق ، وإيقاف أطباء طب وجراحة العيون المشاركين فى الإجراءات الجراحية عن العمل ، مع إنهاء تعاقدهم مع الهيئة ، وتكليف مدير فرع التأمين الصحى بمحافظة القاهرة ، بالإشراف المؤقت على عمل المستشفى إلى جانب مهام عمله ، وتكليف اللجنة المركزية المتخصصة فى مكافحة العدوى بمراجعة جميع إجراءات مكافحة العدوى فى مستشفيات الهيئة ، كما أكد الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمى للوزارة أن هذه الإجراءات تأتى ضمن إستراتيجية الوزارة الراسخة لحماية وحفظ حقوق المرضى ، وتعزيز الثقة فى المنظومة الصحية ، مع الالتزام الكامل بتطبيق أقصى درجات الحزم تجاه أى تقصير يمس صحة المواطنين ، مشيرا إلى أن نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان ، أكد أنه لا تهاون فى حماية حقوق المرضى والحفاظ على سلامتهم .
خلاصة القول .. أخيرا أدرك المسئولين أن صحة المصريين فى خطر .. وهذا يجعلنا نتمسك بضرورة وضع نهج جديد فى التعايش مع قضايا المجتمع يقوم على التواصل والمصداقيه ، والإهتمام بما يتم طرحه لاتجاهله ، ورفض ترسيخ نهج أن كله تمام ، وصحة المصريين تمام ، ومن يقول بغير ذلك مغرض ويضر بمصلحة الوطن والمواطن ، لأنه لو كان قد تم فحص ماسبق طرحه من إخفاقات بجديه لماوصلنا إلى تلك الحاله من التردى التى كان من نتيجتها إهدار المال العام وتهديد صحة المصريين ، أتمنى أن يكون ذلك نهج جديد ننطلق منه للحفاظ على صحة المصريين .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .