بوابة الدولة
الأربعاء 10 ديسمبر 2025 07:00 صـ 19 جمادى آخر 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب :الاستقالات الحزبية تكشف الواقع المر

الكاتب الصحفى صالح شلبى
الكاتب الصحفى صالح شلبى

تشهد الساحة السياسية المصرية هذه الأيام حالة غير مسبوقة من الغليان داخل عدد من الأحزاب الكبرى، بعد أن تفجّرت موجة استقالات كشفت حجم التآكل الذي أصاب البنية الحزبية في مصر.
ورغم محاولات البعض التقليل من حجم الأزمة، واعتبارها “استقالات فردية” كما قال السيد القصير أمين عام حزب الجبهة الوطنية ووزير الزراعة السابق، فإن الواقع على الأرض يقول بوضوح ما يحدث ليس خلافًا عابرًا، بل زلزال سياسي صامت يضرب جسد الحياة الحزبية من الداخل.

الوقائع تؤكد أن أحزابًا كبرى مثل الجبهة الوطنية ومستقبل وطن وغيرها من الاحزاب ، شهدت موجات استقالات جماعية في عدد من الدوائر، والسبب واضح وصريح تهميش الكفاءات المحلية، وفرض مرشحين “بالباراشوت” من خارج المحافظات، وكأن أبناء هذه الدوائر غير مؤهلين أو لا يستحقون الثقة، الكوادر التي بنت هذه الأحزاب بالجهد والعرق تم استبعادها لصالح الوافدين الجدد الذين لا يعرفهم أحد سوى من رشّحهم أو دعمهم ماليًا أو سياسيًا.

الأدهى والأخطر أن الحديث عن المال السياسي لم يعد سرًا ولا تلميحًا، الكواليس تعج بقصص عن مبالغ خرافية تُدفَع مقابل الترشح على قوائم الحزب، وعن مقاعد تُمنح لمن يملك لا لمن يستحق.
لقد صار الشارع المصري يعبّرعن هذه الحالة بتهكم لاذع وسخرية مريرة، مستلهمًا كلمات أغنية "معاك فلوس" التي انتشرت مؤخرًا، وباتت تختصر الواقع السياسي في جملة واحدة- " معاك فلوس حتحضن وتبوس!"، ماعندك فلوس تمشي وتحوس
تلك الأغنية التي وُلدت كعمل فني ساخر أصبحت – من حيث لا يقصد صُنّاعها – شعار مرحلة حزبية مأزومة، حيث تُقاس الفرص بالمحافظ، لا بالمواقف، وتُوزَّع الترشيحات بالشيك لا بالسيرة.

التصريحات الرسمية التي تصف ما يجري بأنه “حالات فردية” أو" اختلافات بسيطة "، لم تعد تقنع أحدًا،فالأعضاء المستقيلون لا يتركون مقاعدهم لمجرد نزوة أو خصومة، بل نتيجة شعور حقيقي بالظلم، ورفض لمنظومة مغلقة تحكمها المصالح والمجاملات.
لقد تحولت بعض الأحزاب إلى كيانات تبحث عن الوجاهة لا الإصلاح، وعن السيطرة لا الخدمة العامة، حتى أصبح الانتماء الحزبي بالنسبة للبعض وسيلة للوصول لا وسيلة للتعبير.

ما يجري الآن هو نتيجة طبيعية لإدارة حزبية فقدت البوصلة، فلا رؤية سياسية واضحة، ولا برامج واقعية، ولا آلية شفافة للاختيار- فقط دوائر مغلقة من المنتفعين يتبادلون المناصب والفرص، بينما تُقصى الكفاءات وتُهمَّش الطاقات الشبابية.
لقد تم استبدال الكفاءة بالولاء، والمبدأ بالصفقة، والعمل الحزبي بالسمسرة. ومع استمرار هذا النهج، فلن يبقى من الأحزاب سوى أسماء لافتات وشعارات جوفاء لا تملك من مضمون السياسة شيئًا.

الاستقالات الأخيرة ليست “حدثًا عابراً كما يحاول البعض أن يصوّرها، بل هي صرخة احتجاج وطنية من داخل البيت الحزبي نفسه،هي جرس إنذار يقول بوضوح
“إن لم تُصلحوا بيوتكم الداخلية، فستنهار على رؤوسكم جميعًا.”

إن مصر لا تحتاج إلى أحزاب تُدار بالباراشوت أو تُموّل بالشيكات، بل إلى كيانات حقيقية تؤمن بالكفاءة والشفافية والانتماء، العمل السياسي ليس بازارًا للترضيات ولا سوقًا للمناصب، بل مسؤولية وطنية وشرف لا يُشترى بالمال.

لقد قالها الشارع صراحة، مختصرًا المشهد كله في جملة واحدة من أغنية شعبية أصبحت مرآة للواقع، " معاك فلوس حتحضن وتبوس، ماعندك فلوس تمشي وتحوس!" ،فهل يسمع قادة الأحزاب هذا اللحن المؤلم قبل أن تُطوى صفحة الحياة الحزبية في مصر نهائيًا؟

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى09 ديسمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.5563 47.6563
يورو 55.3365 55.4576
جنيه إسترلينى 63.3497 63.5020
فرنك سويسرى 58.9224 59.0683
100 ين يابانى 30.4282 30.5000
ريال سعودى 12.6722 12.7002
دينار كويتى 154.8510 155.2271
درهم اماراتى 12.9472 12.9762
اليوان الصينى 6.7310 6.7459

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6430 جنيه 6405 جنيه $135.31
سعر ذهب 22 5895 جنيه 5870 جنيه $124.03
سعر ذهب 21 5625 جنيه 5605 جنيه $118.39
سعر ذهب 18 4820 جنيه 4805 جنيه $101.48
سعر ذهب 14 3750 جنيه 3735 جنيه $78.93
سعر ذهب 12 3215 جنيه 3205 جنيه $67.65
سعر الأونصة 199950 جنيه 199240 جنيه $4208.56
الجنيه الذهب 45000 جنيه 44840 جنيه $947.16
الأونصة بالدولار 4208.56 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى