فيديو| حرب النفط تشتعل.. «بوتين في مواجهة عقوبات ترامب القاسية»
دشّنت واشنطن بقيادة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب جولة جديدة من العقوبات الاقتصادية ضد موسكو، مستهدفة قطاع النفط الروسي، وهو العمود الفقري لاقتصاد الدولة ولآلة الحرب في كييف على غرار استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.
من جهته، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفضه القاطع لأيّ ضغوط أمريكية، لكنّه واقعيًا أقرّ بأن هذه الإجراءات قد تُحدث «بعض الألم الاقتصادي».
في الوقت نفسه، أفادت تقارير بأن الصين والهند بدأت تقلّص وارداتها من النفط الروسي بعد أن استهدفت واشنطن أكبر منتجي موسكو، ولعب هذا التصعيد بقطع شرايين التمويل الروسي ورفع أسعار النفط العالمية، ودخل المرحلة الجديدة من الصراع النفطي والسياسي بين الشرق والغرب، وفقًا لصحيفة «الجارديان» البريطانية.
تفاصيل فرض العقوبات الأمريكية الجديدة
كشف البيت الأبيض أن الولايات المتحدة فرضت، يوم الأربعاء، عقوبات على شركتي النفط الروسيتين العملاقتين روسنفت ولوك أويل، بالإضافة إلى نحو ثلاثين شركة تابعة لهما، في إطار سياسة تصعيدية تهدف إلى إجبار الكرملين على التفاوض لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وتأتي هذه الخطوة بعد أسبوع تقريبًا من فرض المملكة المتحدة عقوبات مماثلة، ما يجعلها الأولى من نوعها التي تفرضها واشنطن على موسكو منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني.
ويُعزى الهدف من هذه العقوبات إلى خنق إيرادات النفط الروسية التي تشكّل أحد موارد تمويل الحرب الروسية الأوكرانية.
أول ردّ من «بوتين»
أوضح بوتين في تصريحات صحفية أن العقوبات الأمريكية تمثل «عملاً غير وديّ لا يفعل شيئا لتعزيز العلاقات الأمريكية الروسية»، واصفًا إياها بأنها «محاولة للضغط على روسيا».
ولم يكتفِ بذلك، بل أضاف: «لا توجد دولة تحترم نفسها تفعل أيّ شيء تحت الضغط» ـــ على حد وصفه ـــ مؤكّدا أن روسيا لن تستسلم.
في الوقت نفسه، أشار الرئيس الروسي، إلى أن نتائج العقوبات الأمريكية لن تكون ضخمة فورا، لكن «بعض الخسائر متوقعة».
في هذه الأثناء، حذر الرئيس الروسي السابق، ديمتري ميدفيديف، من أن هذه الإجراءات تمثّل «عملًا حربيًا»، في حين اعتبر خبراء نفطيون أن الخطر الحقيقي يكمن في انخفاض مفاجئ في الطلب على النفط الروسي من الدول الكبرى.
الصين والهند في دائرة الاستهداف
تشير بيانات حديثة إلى أن أكبر مستوردي الطاقة الروس، الصين والهند، باتا يستعدان لتقليص مشترياتهما من النفط الروسي استجابةً لـ العقوبات الأمريكية على روسيا.
ففي الهند، أعلنت شركة Reliance Industries أكبر مشترٍ للنفط الروسي، أنها «تعيد تقييم وارداتها وقد تُوقفها مؤقتا»، بينما أفادت مصادر بأن شركات النفط الصينية المملوكة للبلاد علّقت مشترياتها من النفط الروسي المنقول بحرًا.
وهذا التحوّل من شأنه أن يمثّل ضربة قوية لإيرادات النفط الروسية، بالنظر إلى أن قطاع النفط والغاز يشكل نحو خمس الناتج المحلي الإجمالي لروسيا، كما أن أي انخفاض مفاجئ في الطلب قد يدفع بأسعار النفط العالمية للارتفاع.
تأثيرات الأسواق والأسعار النفطية
جاء ردّ فعل أسواق الطاقة، حيث ارتفعت أسعار النفط بنسبة تُقدّر بـ5% تقريبًا، بعد إعلان العقوبات، في حين تأثرت أسواق الأسهم الروسية سلبًا.
من جهة أخرى، أكدت صحيفة «الجارديان» أن التأثير النهائي لهذه العقوبات مرهون بمدى تنفيذها وامتدادها إلى ما يعرف بـ«العقوبات الثانوية» التي تستهدف البنوك والدول التي تستمر في التجارة مع روسيا.
وفي سياق التصعيد الحالي، تُواجه روسيا ضغوطًا غير مسبوقة، والولايات المتحدة تعول على تأثير هذا الحصار لفرض تسوية لصالح أوكرانيا أو تقليص قدرات الكرملين، لكن التحدي الأكبر هوفي مدى قدرة واشنطن على إنفاذ العقوبات، وعلى مدى استعداد موسكو للتكيف أو تقديم تنازلات، وبغض النظر عن نتائج هذا المسار.. فإن ما يحدث اليوم يمهد لتحولات مهمة في خريطة الطاقة الدولية وعلاقات القوى الكبرى...





















