الكاتب الصحفى جهاد عبد المنعم يكتب: المتحف المصري ورسائل ” عمرو طلعت ” تروى حلم الدولة نحو المستقبل
جاء حديث الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن افتتاح المتحف المصري الكبير مختلفًا في مضمونه ورسائله؛ فقد كان حديثًا يجمع بين الماضي والمستقبل، بين عبق الحضارة المصرية القديمة وروح العصر الرقمي الذي تتسابق إليه الأمم ، لم يكن الوزير يتحدث عن أبراج اتصالات أو شبكات فقط، بل عن حلم دولةٍ تُعيد تقديم تاريخها للعالم بعيون التكنولوجيا الحديثة.
الوزير تحدث بلسان واثق ورؤية متكاملة، تؤكد أن مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي لا تكتفي بصون آثارها، بل تصنع منها جسورًا نحو المستقبل.
المتحف المصري الكبير ليس مجرد صرح أثري، بل مشروع وطني ضخم يُجسّد فلسفة الدولة في الجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويُترجم عمليًا رؤية الرئيس السيسي في أن تكون التكنولوجيا جزءًا أصيلًا من التنمية الشاملة
لقد كانت توجيهات الرئيس السيسي واضحة منذ اللحظة الأولى، أن يكون المتحف المصري الكبير تحفة عالمية تليق بمصر ومكانتها الحضارية، وأن يتحول إلى مركز إشعاع ثقافي وسياحي عالمي يعتمد على أحدث ما أنتجته التكنولوجيا في العرض والإبهار والتفاعل، وهي الرؤية التي تحركت وزارة الاتصالات على ضوئها، لتُحقق التكامل بين المكان والتقنية، وبين عبقرية التصميم وذكاء التشغيل
يقول الدكتور عمرو طلعت إن الهدف هو أن “يستمتع الزوار بالمعروضات الفريدة، وفي الوقت ذاته يحصلون على خدمات رقمية عالية الكفاءة”، وهي عبارة تلخص فلسفة الدولة المصرية الحديثة: أن الجمال لا يكتمل إلا حين تواكبه الدقة والتنظيم، وأن المتعة البصرية يجب أن تسير جنبًا إلى جنب مع جودة الخدمة وكفاءة الأداء
من هذا المنطلق، قامت وزارةالاتصالات بدعم شامل للبنية التحتية في منطقة الأهرامات والمتحف، وتعزيز موارد الشبكات وسعتها استعدادًا لاستقبال مئات الآلاف من الزوار المتوقعين في الافتتاح. خلال السنوات المقبلة،لم يكن الهدف فقط تغطية المنطقة بخدمات الاتصالات، بل تحويلها إلى نموذج عالمي لتطبيق التكنولوجيا في السياحة الثقافية، بحيث تصبح التجربة المصرية معيارًا يحتذى به عالميًا
لقد حرصت الدولة، بتوجيه من الرئيس السيسي، على أن يكون كل تفصيل في هذا المشروع ناطقًا برسالة واحدة، أن مصر تفخر بماضيها، وتثق في حاضرها، وتعمل من أجل مستقبلها، فالتكنولوجيا التي ترافق الزائر في رحلته داخل المتحف، ليست ترفًا ولا زينة، بل وسيلة لتجسيد التاريخ بشكل تفاعلي حيّ يجعل من الزيارة تجربة معرفية وإنسانية لا تنسى
في كل زاوية من زوايا المتحف، يمكن لمس بصمة فكر القيادة السياسية،فالدقة في التصميم، والتناغم بين الوزارات، والتخطيط المتكامل الذي يربط بين وزارة الاتصالات ووزارتي السياحة والآثار، كلها سمات تعكس أسلوب إدارة الرئيس السيسي للدولة الحديثة؛ دولة تُخطط بعقل وتُنفذ بإرادة وتؤمن أن التفوق لا يتحقق بالصدفة بل بالعلم والعمل.
ولعل أعظم ما يميز هذا الافتتاح أنه يأتي في توقيتٍ تُعيد فيه مصر تقديم نفسها للعالم من جديد، ليس فقط كأقدم حضارة على وجه الأرض، بل كدولة قادرة على أن تواكب العصر وتنافس في ميادين التكنولوجيا والمعرفة. فالمتحف المصري الكبير، بكل ما يحمله من روائع أثرية، هو أيضًا شاهد على قوة الإرادة المصرية في بناء الحاضر دون أن تنسى جذورها
حديث الدكتور عمرو طلعت لم يكن عن “الاتصالات” بالمعنى الضيق، بل عن اتصال أعمق بين الماضي والحاضر، بين الهوية والابتكار، بين حضارةٍ صنعت التاريخ وقيادةٍ تصنع المستقبل.
وفي النهاية، يبقى المتحف المصري الكبير تجسيدًا حيًا لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أراد أن تكون مصر منارة للحضارة والعلم معًا؛ دولة تُدهش العالم ليس فقط بما ورثته، بل بما تُبدعه وتبنيه.
كاتب المقال الكاتب الصحفى جهاد عبد المنعم نائب رئيس تحرير الوفد ونائب رئيس تحريربوابة الدولة الاخبارية





















