تحتل مصر المركز الرابع عالميًا في التعليم البريطاني العابر للحدود وتستعرض ريادتها في التعليم العالي الرقمي خلال مؤتمر ”Going Global 2025”في لندن
شارك وفد مصري برئاسة معالي الأستاذ الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في مؤتمر Going Global 2025 الذي نظمه المجلس الثقافي البريطاني خلال الفترة من 28 إلى 30 أكتوبر في مركز الملكة إليزابيث الثاني في ويستمنستر، لندن.
ويعد مؤتمر Going Global منصة استراتيجية لقادة التعليم الدولي للتواصل وتبادل المعارف ومناقشة مستقبل التعليم العالي والفني. وجاءت دورة هذا العام تحت عنوان «المرونة والقيم والابتكار: البقاء والازدهار في عالم متقلب»، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 والتزامها ببناء منظومة تعليم عالٍ مرنة وشاملة تعتمد على التكنولوجيا.
كما جمع المؤتمر هذا العام أكثر من 350 وزيرا ورئيس جامعة وقائدا أكاديميا من أكثر من 58 دولة، لبحث كيفية تطوير التعليم العالي ليتكيف مع التغيرات العالمية ويحافظ على دوره المجتمعي ويبتكر في مواجهة التحديات.
وضمّ الوفد المصري ممثلين رفيعي المستوى من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمجلس الأعلى للجامعات وعدد من الجامعات المصرية الرائدة، في تجسيد لدور مصر الإقليمي المتنامي في التحول الرقمي والتعلم المرن ونماذج التعليم عبر الحدود (TNE) التي تربط بين الأولويات الوطنية والفرص العالمية.
ومن جانبها أكدت سوزانا كارمودي، مديرة التعليم الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمجلس الثقافي البريطاني قائلة " كان من الملهم رؤية المساهمات الكبيرة للوفد المصري في مؤتمر Going Global هذا العام، والتي أبرزت الدروس العالمية المستفادة من تجربة مصر في التحول الرقمي للتعليم العالي، ومن نموذج الجامعات التكنولوجية المبتكر. كما وفر المؤتمر منصة للتأمل في النهج الاستراتيجي لمصر في مجال التعليم عبر الحدود، خاصةً في ضوء مكانتها كشريك رئيسي للمملكة المتحدة في هذا المجال.”
وفقا لأحدث تقارير الجامعات البريطانية الدولية (UUKi)، عززت مصر مكانتها الاستراتيجية كمركز رائد للتعليم البريطاني العابر للحدود (TNE)، حيث تقدمت من المرتبة الخامسة إلى المرتبة الرابعة عالميا بين الدول المستضيفة للتعليم البريطاني العابر للحدود، بعدد 32,040 طالبا مسجلين في عام 2023/2024، ما يمثل زيادة سنوية قدرها 13% ونموا ملحوظا بنسبة 63.5% منذ عام 2019/2020. وتستحوذ مصر حاليا على ما يقارب 5% من إجمالي الطلاب المسجلين في برامج التعليم البريطاني العابر للحدود حول العالم، لتأتي مباشرة بعد الصين وسريلانكا وماليزيا.
وأكد معالي الأستاذ الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، قائلًا:
"نحن فخورون بأن مصر أصبحت الآن تحتل المرتبة الرابعة عالميًا في استضافة برامج التعليم البريطاني العابر للحدود وهذا الإنجاز يعكس أعواما من النمو المستمر في أعداد الطلاب، ويجسد ثقة الشركاء الدوليين المتزايدة في منظومة التعليم العالي المصرية. كما يبرز قوة الشراكة بين مصر والمملكة المتحدة، ويؤكد ريادة مصر في كلٍ من أفريقيا والشرق الأوسط، بما يعزز دورها كمركز إقليمي للتميز والجودة والابتكار في مجال التعليم."
وشاركت مصر بفاعلية في جلسة بعنوان "نماذج التعليم عبر الحدود التفاعلية للأسواق الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" حيث انضم الأستاذ الدكتور مصطفى رفعت، الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات، إلى ممثلين من الإمارات والبحرين والمملكة المتحدة لمناقشة كيفية صياغة صانعي السياسات لنماذج تعاون جديدة تستجيب للواقع المحلي وتدعم الأولويات الوطنية.
وفي اليوم الثاني، شاركت الأستاذة الدكتورة هبة سالم، رئيسة جامعة 6 أكتوبر التكنولوجية، في جلسة نقاشية بعنوان «كيف يمكن للتعليم العالي أن يعمل بشكل جماعي لدفع التغيير في مجال المساواة بين الجنسين: دروس من الواقع»، بمشاركة خبراء من المملكة المتحدة ومالاوي ومصر وموريشيوس لتبادل الرؤى والاستراتيجيات العملية لتعزيز المساواة بين الجنسين في التعليم العالي.
وفي اليوم الافتتاحي، نظم الوفد المصري فعالية موازية بعنوان «توسيع نطاق التعليم العالي الرقمي في مصر: رؤى سريعة من الحكومة والصناعة والجامعات»، والتي شهدت إطلاق تقرير جديد للمجلس الثقافي البريطاني بعنوان «توسيع نطاق التعليم العالي الرقمي في مصر» وهو أول تحليل شامل لمشهد التعليم العالي الرقمي في مصر وإمكاناته المتنامية للشراكات المصرية البريطانية.
كما شارك في الفعالية عدد من المتحدثين البارزين، منهم الدكتورة جينا الفقي (من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا)، وإليزابيث نيوال (من مؤسسة Jisc)، ومايك وينتر OBE (من جامعة لندن)، وبيدرو مورا (من منصة Coursera). وناقش المشاركون كيف تسهم الابتكارات الرقمية ومسارات التعلم المرنة والتعاون المصري البريطاني في توسيع فرص الوصول إلى التعليم عالي الجودة ودعم البحث العلمي وبناء منظومات تعليمية أكثر مرونة واستدامة.
ويسلط التقرير الجديد الضوء على التقدم الكبير الذي أحرزته مصر في إطار مبادرات «مصر الرقمية» و«بنك المعرفة المصري» واستراتيجية التعليم العالي الرقمي 2025–2030، ويوضح كيف تسهم السياسات والابتكارات في إعادة تشكيل فرص التعلم والمؤسسات. كما يقدم توصيات عملية لتوسيع نطاق نماذج التعليم المدمج والرقمي عبر تعزيز التنظيم، وضمان القدرة على تحمل التكلفة، وتطوير الشراكات المحلية المشتركة في التصميم والتنفيذ.
وعلى صعيد متصل أكد مارك هوارد، مدير المجلس الثقافي البريطاني في مصر قائلا "يظل التعليم عبر الحدود أحد أبرز نقاط القوة في منظومة التعليم المصرية، إذ يعكس التزامها العميق بالتعاون الدولي وتبادل المعرفة.
ومن خلال البناء على هذه الأسس القوية واحتضان التحول الرقمي، تواصل مصر إنشاء نظام تعليم عال مبتكر ومترابط عالميا ويبرز هذا التقرير الجديد الفرص المتزايدة للشراكات المصرية البريطانية لتشكيل مستقبل التعليم والتعلّم.”
وإلى جانب جلسات المؤتمر، شارك أعضاء الوفد المصري في زيارات ميدانية لعدد من الجامعات البريطانية واجتماعات ثنائية مع شركاء في المملكة المتحدة لبحث سبل التعاون في مجالات التعلم الرقمي والبحث العلمي وتنمية المهارات.














