حسام صالح: التعليم الرقمي لا يرتبط بالشهادات لكن باستخدام وفهم آليات عمل الأدوات
أكد المهندس حسام صالح، الرئيس التنفيذى للأعمال بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أن مستوى وعي المستخدم على منصات التواصل الاجتماعي لا يرتبط بدرجته العلمية أو الأكاديمية، بقدر ما يرتبط بقدرته على استخدام الأدوات الرقمية المتاحة وفهم آليات عملها، محذرًا من الانسياق الكامل وراء السوشيال ميديا أو أدوات الذكاء الاصطناعي دون إدراك لطبيعتها وأهدافها.
التعليم على السوشيال ميديا لا علاقة له بالتعليم الجامعي
أضاف حسام صالح في لقائه مع الإعلامي أسامة كمال ببرنامج مساء دي إم سي، على قناة دي إم سي، أن التعليم المؤثر في عالم السوشيال ميديا ليس التعليم الجامعي، بل ما وصفه بـ«التعليم الرقمي»، أي معرفة المستخدم بالأدوات والمنصات وكيفية التعامل معها، مشيرًا إلى أن هناك أشخاصًا بتعليم أساسي فقط، لكنهم يمتلكون وعيًا وخبرة واسعة في استخدام السوشيال ميديا مقارنة بغيرهم.
الذكاء الاصطناعي أداة لا يجب التحول إلى عبد لها
وشدد على أهمية تعلّم الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن الهدف من ذلك ليس الخضوع للأدوات أو الاعتماد الكامل عليها، بل استخدامها بوعي، قائلًا إن المستخدم يجب أن يتحكم في الأداة لا أن تسيطر الأداة عليه، مشيرا إلى أن عالم الذكاء الاصطناعي ليس معقدًا كما يظن البعض، وأن تعلّم أساسياته لا يرتبط بالعمر، بل بالاستخدام، موضحًا أن تخصيص وقت بسيط يوميًا للتعلّم يمكن أن يوفّر للمستخدم أدوات أفضل ويقلّل من الوقت المهدَر على السوشيال ميديا.
وهم الألقاب الرقمية وصناعة المحتوى
وتناول حسام صالح ما وصفه بوهم الألقاب الرقمية، مثل تصنيف المستخدم كصانع محتوى أو ديجيتال، مؤكدًا أن هذه الألقاب تُستخدم لتحفيز النشر المستمر وزيادة المحتوى، بما يخدم في النهاية مصالح المنصات الإعلانية، وليس بالضرورة مصلحة المستخدم، لافتا أن المنصات تشجع على النشر المكثف عبر نصائح جاهزة، ما يؤدي إلى تضخم المحتوى دون قيمة حقيقية، وزيادة التفاعل المصطنع القائم على الأرقام لا المضمون.
السوشيال ميديا كأداة سياسية وتحريك جماهيري
وأشار إلى أن استخدام السوشيال ميديا في السياسة بدأ مبكرًا، مستشهدًا بالانتخابات الأمريكية التي فاز فيها باراك أوباما، والتي شهدت أول توظيف واسع للمنصات الرقمية للوصول إلى الشباب، مشيرا إلى أن السوشيال ميديا لعبت دورًا في تحريك الكتل الجماهيرية في دول عديدة، مؤكدًا أن ما كان يستغرق سنوات في الحشد والتأثير أصبح يحدث خلال أيام قليلة، نتيجة الانتشار الواسع وسرعة التفاعل.
متنفس اجتماعي… وساحة بلا ضوابط
وقال حسام صالح إن السوشيال ميديا تحولت لدى كثيرين إلى مساحة للتنفيس دون ضوابط، حيث يكتب المستخدم ما يشاء دون محاسبة، معتبرًا أن هذا السلوك عزّز انتشار محتوى عشوائي، وأحيانًا مسيء، مدفوعًا بالرغبة في لفت الانتباه والحصول على التفاعل.
الكوميديا والدوبامين وصناعة التفاعل
وأوضح أن منصات مثل تيك توك تعتمد بشكل كبير على المحتوى الكوميدي، لما له من تأثير مباشر في إفراز هرمون السعادة الدوبامين، مشيرًا إلى أن هذا الأمر شجّع كثيرين على تقليد أنماط سطحية من المحتوى بهدف الشهرة وزيادة المتابعين.
أهمية السوشيال ميديا وقت الأزمات
وفي المقابل، أكد صالح أن السوشيال ميديا تظل أداة مهمة في أوقات الأزمات، موضحًا أن البيانات الرسمية خلال جائحة كورونا كانت تصل إلى المواطنين عبر المنصات الرقمية قبل وسائل الإعلام التقليدية، نظرًا لقدرتها على الوصول السريع للجمهور.
اللجان الإلكترونية والحسابات الوهمية
وتطرّق إلى ما يُعرف باللجان الإلكترونية، موضحًا أن الأمر لم يعد يعتمد على أشخاص حقيقيين فقط، بل أصبح يتم عبر حسابات افتراضية مبرمجة قادرة على دفع محتوى معيّن أو مهاجمة أشخاص بعينهم بصورة منظمة.
أدوات كشف التزييف الرقمي
وأشار إلى وجود أدوات متاحة حاليًا تساعد على التفرقة بين الصور والفيديوهات الحقيقية وتلك المصنوعة أو المفبركة باستخدام الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن هذه الأدوات باتت ضرورية في ظل انتشار التشهير والأخبار الكاذبة، فيما حذّر من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي أو السوشيال ميديا في الأمور الطبية، مؤكدًا أن البحث عن تشخيصات أو أدوية عبر الإنترنت أو عبر أدوات الذكاء الاصطناعي يمثل خطرًا حقيقيًا، خاصة مع لجوء بعض الأشخاص إلى استبدال رأي الطبيب بما تقدمه التطبيقات الذكية.
























