وزير الاتصالات: مصر تمتلك أسرع إنترنت في إفريقيا و10 ملايين مواطن يستخدمون منصة مصر الرقمية
أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو التحول الرقمي الشامل، بفضل خطة حكومية طموحة وضعتها الدولة على مدى السنوات العشر الماضية، مشيرًا إلى أن الوزارة نجحت في بناء بنية تحتية رقمية قوية جعلت مصر تتصدر قائمة الدول الإفريقية في سرعة الإنترنت منذ عام 2022.
جاءت تصريحات الوزير خلال القمة العالمية لصناعة التعهيد (Global Offshoring Summit – Egypt)، التي عُقدت تحت رعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء، حيث استعرض الوزير أبرز إنجازات الدولة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مؤكدًا أن القطاع ينمو بمعدل 14% سنويًا ويسهم بنسبة 6% من الناتج المحلي الإجمالي، مما يجعله أحد أسرع القطاعات نموًا في الاقتصاد المصري.
وأضاف طلعت أن المنصة الرقمية مصر الرقمية أصبحت نموذجًا يحتذى به في المنطقة، إذ تضم أكثر من 200 خدمة إلكترونية متنوعة يستخدمها نحو 10 ملايين مواطن للحصول على خدمات حكومية في مجالات متعددة، منها التوثيق والمرور والدعم الاجتماعي، موضحًا أن الهدف هو تمكين المواطن من إنهاء معاملاته بسهولة وبأعلى درجات الأمان.
وأشار الوزير إلى أن مصر تسعى لتكون وجهة جاذبة للاستثمار في صناعة التعهيد، حيث تستهدف الدولة 70 قطاعًا مختلفًا ضمن استراتيجيتها لتوسيع قاعدة النمو في هذا المجال، مؤكدًا بقوله: "البعض يرى أن مصر تملك فرصة كبيرة للاستثمار في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ونحن نقول بوضوح: من يريد الاستثمار في مصر.. أهلاً به".
وأوضح طلعت أن قطاع التعهيد يحتل المركز الرابع بين القطاعات المساهمة في الاقتصاد المصري، ويعتمد على قاعدة بشرية ضخمة تضم نحو 760 ألف خريج جامعي سنويًا، من بينهم أكثر من 50 ألف متخصص في تكنولوجيا المعلومات، كما قامت الوزارة خلال العام الماضي بتدريب نصف مليون شاب وشابة في مختلف التخصصات الرقمية، مؤكدًا أن هذا الاستثمار في العنصر البشري هو الأساس في بناء اقتصاد رقمي مستدام.
وتناول الوزير تفاصيل الاستراتيجية الشمولية لبناء القدرات الرقمية، موضحًا أنها تعتمد على عدة محاور رئيسية:
المحور الاجتماعي: يتيح فرص التدريب المجاني من عمر الثامنة حتى 88 عامًا، بحيث يمكن لأي شخص أن يبدأ رحلته في تعلم التكنولوجيا دون قيود مالية أو عمرية.
العمق والتدرج: صُممت البرامج التدريبية لتسمح للمتدرب بالبدء من المستويات الأساسية ثم التعمق تدريجيًا حتى الاحتراف، وفقًا لقدراته وطموحه الشخصي.
التخصص: تغطي البرامج جميع التخصصات المطلوبة حاليًا والمستقبلية في سوق العمل، من تطوير البرمجيات إلى الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
المهارات الشخصية واللغوية: تشمل المبادرات الحكومية تدريب الشباب على مهارات التواصل، والإدارة، والعمل الجماعي، إلى جانب اللغات الأجنبية لضمان جاهزيتهم لسوق العمل العالمي.
التطلعات: تقدم الدولة برامج موجهة لكل من يرغب في التعلم، سواء لاكتساب المعرفة الأساسية أو لتحقيق احترافية متقدمة في مجاله.
الوصول: تضمن الوزارة وصول التدريب إلى كل محافظات الجمهورية، من خلال الدمج بين التدريب التقليدي والتعليم الإلكتروني عبر المنصات الرقمية.
وأشار الوزير إلى أن منصة مهارة تك تمثل أحد أهم أدوات الوزارة في هذا المجال، إذ توفر 400 ساعة تدريبية عبر الإنترنت تغطي مختلف التخصصات التقنية، ما يتيح للمتدربين التعلم من أي مكان في مصر.
واختتم الدكتور عمرو طلعت حديثه بالتأكيد على أن بناء الإنسان المصري الرقمي هو الهدف الأسمى لكل الجهود الحكومية في قطاع الاتصالات، قائلاً: "نحن لا نبني بنية تحتية فقط، بل نبني قدرات بشرية قادرة على الإبداع والابتكار، لأن الإنسان هو المحرك الحقيقي لأي تنمية رقمية ناجحة".




















