الكاتب مصطفي كمال الأمير يكتب.. ”معجزة دبي العبور للمستقبل” Dubai Gold Rush
رغم وجودي في دول غرب أوروبا أكثر من نصف سنوات عمري وزيارتي لأمريكا ومدينة نيويورك عاصمة المال والتجارة العالمية وأبراج مانهاتن الشاهقة إلا أن ما شاهدته في دبي والإمارات قد أبهرني تماماً وأثار دهشتي وإعجابي بما تعدي حدود الخيال وتحقق في الواقع
كنت أعمل وأقيم في دبي منذ ربع قرن تقريباً تغير فيها كل شيء بعيدًا عن مئات الأبراج الشامخة التي تناطح السحاب وأشهرها برج خليفة الأعلي في العالم ( 163 دور) والمولات والمراكز التجارية الضخمة الجديدة دبي مول والإمارات ومدينة فيستفال مع سوق الذهب وقبلها مركز الغرير وبرجمان وسيتي سنتر بفروعه المختلفة الذين سحبوا الأضواء من مراكز آخري مثل مركز وافي بشكله الهرمي ومطعم هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون ومركز حمر عين وسوق نايف بعد تحديثه مع عشرات المولات المنتشرة في أنحاء الإمارة الشابة مع القرية العالمية التي تفتح ابوابها من اكتوبر حتي إبريل سنويًا وتم تمديدها هذا العام حتي بعد عيد الفطر المبارك
الي معرض إكسبو دبي 2020 بمشاركة 192 دولة والذي اختتم فعالياته في نهاية مارس 2022
بعد تأجيله عامين بسبب وباء كورونا مع عدد زواره الذين تعدوا حاجز العشرين مليون زائر ( تذكرة الدخول 100 DH = 30$) في إنجاز غير مسبوق في تاريخ المعرض الدولي الذي يعقد كل خمس سنوات ودورته القادمة 2025 سوف تكون في أوساكا اليابان
وقد شاهدت عرضاً فنياً موسيقياً راقصاً رائعاً مع إضاءة الليزر قدمت قصة نجاح دبي ودولة والإمارات العربية المتحدة التي حققت حلمها في بناء حضارة حديثة حطمت المستحيل وصنعت مستقبلها الزاهر
دبي عبرت للمستقبل فعلياً بشبكة طرق سريعة تفوقت حتي علي أوروبا وأمريكا نفسها كما تفوقت علي اليابان أيضًا بتشغيلها خطوط المترو الأحمر والأخضر أكثر من 40 محطة مع زمن تقاطر خمس دقائق في كل الاتجاهات منذ السادسة صباحاً حتي منتصف الليل مع مستوي عالمي من الانضباط في الوقت ودرجات الأمان والراحة للركاب
المفاجأة أن محطات وقطارات المترو كلها مكيفة الهواء وتعمل بدون سائق ! نعم لأنها تعمل بالقيادة الذاتية self Drive system الموجهة من خلال غرف التحكم control Room مثل خط مترو مونوريل نخلة الجميرة
ترام دبي 2020 في الجميرة هو الوحيد الذي يعمل بقيادة سائق وسوف تطلق دبي سيارات تاكسي بدون سائق أيضًا العام القادم
مطار دبي قصة نجاح أخري بعد تحوله لأكبر مطار في الشرق الأوسط وغرب آسيا
بعدد مسافرين تجاوز 30 مليون راكب سنويًا
وافتتاح مطار جديد في دبي هو مطار مكتوم الدولي غير المطارات الدولية في الإمارات الأخري في العاصمة أبوظبي والشارقة والفجيرة ومدينة العين ورأس الخيمة
مع شركات طيران الإمارات العملاقة المملوكة لإمارة دبي التي وسمت إسمها علي استاد نادي أرسنال اللندني
والإتحاد للطيران المملوكة لأبوظبي الراعية لنادي مانشسترسيتي الإنجليزي وطيران العربية مع فلاي دبي للطيران العارض وغيرها في جسر جوي مفتوح عشر رحلات يوميًا الي لندن ومدن بريطانيا وأوروبا
كذلك مع شبه القارة الهندية والفليبين وإندونيسيا الإمارات ودبي تحديدًا تفوقت في السياحة والتجارة والزراعة والصيد البحري وإدارة الأعمال
كذلك في الإنشاءات من خلال الشركات العقارية العملاقة داماك وإعمار الأكبر في هذا المجال
والمقاولات الكبري في ردم البحر بمساعدة شركات هولندية وبريطانية ونجحت كذلك في إنشاء عين دبي الدوارة Dubai Eye
وتنفيذ نخلة الجميرة العملاقة وفندق أتلانتس الفخم مع مئات الفيلات والقصور المنتشرة علي شواطيء النخلة التي اضافت عشرات الكيلومترات الي شواطيء إمارة دبي الممتدة 50 كم فقط علي الخليج العربي
مع النخلة العملاقة أيضًا في جبل علي المنطقة الحرة والميناء الأشهر عالمياً في التصنيع وإعادة التصدير
وفي الإعلام أيضًا من خلال مدينة دبي للإعلام التي استقطبت العديد من القنوات العالمية ومنها CNN الأمريكية MBC السعودية وقناة sky الاخبارية العربية
كذا في مجال الصحة مع عشرات المستشفيات العالمية والمراكز الطبية الدولية في مدينة دبي الطبية
كذلك في مجال التعليم من خلال المدارس والمعاهد والجامعات الدولية في مدينة دبي التعليمية
حتي شبكات الانترنت وشركاتها الكبري مثل ميكروسوفت آبل أوراكل وغيرهم في مدينة دبي للإنترنت
كما نجحت في مجال الضيافة مع سلاسل الفنادق العالمية المعروفة وأشهرها في دبي فندق برج العرب الفخم علي هيئة شراع سفينة مبني علي جزيرة صناعية
وفندق شاطئ الجميرة ( 26 طابق ) المصمم علي شكل موجة هائلة كذلك مشروع إنشاء فندقين جديدين بإسم مرسي برج العرب
ونجحت أيضًا في المجال العقاري بعدما سمحت للمشترين للعقارات الفاخرة في دبي بالإقامة الدائمة لمدة 99 سنة
وهو ما أدي الي طفرة كبري في الإنشاءات وتحولت إمارة دبي الي أكبر تجمع لميلونيرات ومليارديرات العالم مع طائراتهم الخاصة وسياراتهم الفارهة من أفخر الأنواع وأغلاها عالميًا
كما منحت الإقامة الذهبية لمشاهير الفن والرياضة والإعلام في العالم للترويج لها عاصمة للمال والأعمال ونجحت أيضاً في رياضات السرعة وسباقات الخيول والهجن
تبقي فقط نجاحها في التأهل للمونديال مع مدربها الهولندي بيرت مارفيك بعد مشاركتها الأولي في ايطاليا 1990 جيل عدنان الطلياني
المصريين شركاء أساسيين في نجاح دبي منذ الملياردير المصري محمد الفايد في دبي مع وحيد عطالله الرئيس السابق لمركز التجارة العالمي والمهندس حسانين مخلوف في أبوظبي مرورًا بالآلاف من النماذج الناجحة والتي يصعب حصرها في التعليم والصحافة والطب والهندسة والقضاء أيضاً
كما توجد مطاعم ومقاهي مصرية عديدة في حي أبو هيل بالقرب من الملا بلازا علي مرمي حجر من إمارة الشارقة المجاورة لدبي
هذا وقد حدثت تغييرات كبري في شركة أمريكانا الكويتية للمطاعم السريعة "70 ألف عامل"
وقيمتها السوقية ثلاثة مليارات دولار بعدما أصبح مالكها الملياردير محمد العبار رئيس شركة إعمار والهندي Kesri Kapur CEO of Americana بدلاً من المصري معتز الألفي والراحل ناصر الخرافي الكويتي
عند وصولك دبي لأول مرة اشتري بطاقة NOL = 6 DH الموفرة واشحنها لمدة أسبوع للإنتقال في باصات ومحطات مترو دبي بدلاً من التاكسي أو Uber باهظ الثمن
الإمارات لا تفرض ضرائب علي الدخل أو المبيعات VAT /BTW لهذا لا يوجد استرداد لها في مطارات الدولة مثل أوروبا وامريكا والعالم Duty tax Free Refund
رغم حرية إنفتاح دبي وأبوظبي لكن الإمارات تمنع وتحارب المخدرات ومنعت نبات القات اليمني
كما حجبت مواقع النت الإباحية كما تمنع الشيشة في إمارة الشارقة
بينما تسمح بها عجمان المجاورة لها
أزمة غذاء عالمية حدثت بسبب حرب أوكرانيا قفزت بأسعار الأغذية وحبوب الغلال والزيوت وبعض الأسمدة بالإضافة إلى جائحة فيروس كورونا رغم ذلك فإن كل السلع متوافرة في أسواق الإمارات مع أسعارها الأوروبية الأولي في الشرق الأوسط
استفادت دبي والإمارات من ارتفاع اسعار النفط في زيادة ايرادات الدولة وناتجها القومي البالغ 430 مليار دولار سنوياً وربما يكسر حاجز نصف تريليون دولار
كما حافظت الإمارات على تصنيفها واحدة من أعلى الدول من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي على مستوى العالم
وارتفاع نصيب الفرد إلى 160 ألف درهم / 43.47 ألف دولاربعد سياسة ربط الدرهم مع الدولار وسعره ثابت ( DH 3.65) منذ 40 سنة
لدي تنبيه هام لأشقائنا في دولة الإمارات بضرورة تشديد الإجراءات الأمنية فوراً في مطاراتها الدولية السبعة لتفادي سيناريو أمريكا 9/11 بالهجوم الإرهابي الغادر علي أبراج دبي وأبوظبي "لا قدر الله" من أعداءها الحاقدين علي نجاحها سواء من حوثيين اليمن المدعومين من ايران وحزب الله
أو جماعة الإخوان المفسدين المدعومين من قطر وتركيا بعد هجومهم بالمسيرات علي مطار ابوظبي وحقول النفط
لحسن الحظ لا توجد حركات مناهضة للأجانب من هنود آسيويين وأفارقة في دول الخليج العربي رغم أن نسبتهم تصل 90%
عكس نسبتهم في أوروبا أقل من 10% لكن الأحزاب اليمينية المتطرفة هناك تحارب وجودهم رغم تشدقهم بشعارات الحرية وحقوق الإنسان
التي تحققت فعلياً في دبي التي تنعم بأجواء التحرر والحداثة مع الحفاظ علي التراث والأصالة والمعاصرة دبي الأكبر سكان.
كاتب المقال الكاتب مصطفي كمال الأمير
