الكاتب الصحفى عبد الناصر محمد يكتب : تخاريف صيام .. البيوت أسرار ( ٩ )

عمارة " إستراند " .. وحكاية تلحين أغنية رمضان جانا
منطقة وسط البلد تضم العديد من العقارات والمنازل ذات الطابع الأثرى والمعمارى الفريد وهناك العديد من العمارات فى هذه المنطقة إكتسبت شهرة واسعة لما تتميز به من إبداع وروعة إنشائية متميزة .. ومن بين هذه العمارات التى إتخذت شهرة واسعة بين عمارات وسط البلد هى عمارة " إستراند " بشارع نوبار وتطل على شارع التحرير بميدان باب اللوق بحى عابدين.
يتسائل كثيرون عن سبب تسمية عمارة " إستراند " بهذا الإسم ، والسبب يرجع إلى أنه كانت هناك سينما تحمل نفس الإسم يملكها أحد الخواجات وفى منتصف الخمسينات وبعد ثورة يوليو المجيدة التى طردت أباطرة الإحتلال ومعهم الخواجات قام واحدا من كبار المعلمين ويدعى المعلم على رشيدى بوكالة البلح بشراء السينما ثم هدمها وقام ببناء العمارة التى ورثت الإسم منذ بدء تسكينها عام ١٩٥٨ وحتى الآن ، وهناك إسم آخر يزاحم إسمها القديم وهو إسم " عمارة الدكاترة " نظرا لأن معظم الوحدات السكنية مستأجرة لعدد من كبار ومشاهير الأطباء فى مختلف التخصصات فضلا عن محل الفسخانى الشهير " شاهين " ، فهى أصبحت عمارة تجارية وغطت لافتات هؤلاء الأطباء واجهة العمارة ومدخلها الشاسع الذى يضم سبعة أسانسيرات ولكنها أصبحت لا تعمل كلها حاليا بسبب الإهمال الذى تعرضت له العمارة وحالة الفوضى التى تعانى منها خلال السنوات الأخيرة.
أجيال ورا أجيال تسكن هذه العمارة العريقة ذات الشهرة الواسعة بين عمارات وسط البلد والتى سكنها العديد من الأسر التى كان ومازال لها شأن عظيم.
فى عمارة إستراند تم تحرير شهادة ميلاد للحن واحدة من أقدم وأشهر أغانى شهر رمضان وهى أغنية " رمضان جانا " والتى لحنها واحد من أبرز سكان العمارة وهو الملحن الكبير محمود الشريف ومن غناء المطرب الكبير محمد عبدالمطلب.
ومن سكان العمارة أيضا الفنان العظيم صلاح ذو الفقار والملحن إسلام فارس والممثل محمود فرج " المصارع القديم " والذى لازالت ورثته يقيمون فى عمارة الروعة والجمال " إستراند ".
كاتب المقال الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد مدير تحرير بوابة الدولة الإخبارية والخبير المالى والإقتصادى