فيروس روتا الأطفال .. خطر صامت يهدد الصغار دون الخامسة ”تحقيق إيمان حمدي سراج ”

في ظل تزايد حالات الإصابة بين الأطفال دون سن الخامسة، يعود فيروس "الروتا" إلى الواجهة كأحد أخطر مسببات الإسهال والقيء الحاد، مهددًا صحة الصغار ومسببًا حالات جفاف قد تصل إلى حدّ الخطورة، في حال غياب التدخل الطبي السريع.
???? الفيروس الأكثر شيوعًا بين الصغار
يعد فيروس الروتا السبب الأول عالميًا لحالات الإسهال الحاد لدى الأطفال. وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن معظم الأطفال يُصابون به قبل بلوغهم سن الخامسة، خاصة في الدول النامية، حيث تتراجع مستويات النظافة وتقل التوعية.
الدكتورة إيمان عبد الرحمن، أستاذة طب الأطفال، أوضحت لـ"بوابة الدولة" أن "الفيروس يصيب الجهاز الهضمي ويسبب فقدانًا كبيرًا للسوائل، وهو شديد العدوى وينتقل بسرعة داخل البيوت، ودور الحضانة، والمستشفيات".
???? طرق العدوى: لمس، طعام، وحتى الهواء
ينتقل الروتا عبر الفم-براز، مما يعني أن تغيير حفاضة ملوثة أو لمس ألعاب ملوثة ثم وضع اليد في الفم قد يكون كافيًا للإصابة. ويكفي أن يصاب طفل واحد في الروضة ليكون مصدر عدوى لعشرات الأطفال خلال أيام قليلة.
???? أعراض لا يجب تجاهلها
تبدأ الأعراض بارتفاع الحرارة والقيء، ثم يتبعها إسهال مائي شديد قد يستمر لعدة أيام. وتظهر علامات الجفاف مثل:
- جفاف الفم
- بكاء بدون دموع
- قلة التبول
- خمول ونوم غير معتاد
الدكتور وليد الشناوي، طبيب أطفال بمستشفى القصر العيني، حذر قائلاً: "الخطر الحقيقي لا يكمن في الفيروس نفسه، بل في الجفاف الشديد الذي قد يؤدي للوفاة إذا لم يتم إسعاف الطفل في الوقت المناسب".
???? اللقاح.. خط الدفاع الأول
رغم خطورة الفيروس، إلا أن الوقاية ممكنة. اللقاح الفموي ضد فيروس الروتا يُعطى للأطفال في شهورهم الأولى، ويُعتبر أحد أنجح التدخلات الصحية للوقاية من مضاعفاته.
تؤكد وزارة الصحة أن اللقاح متوفر ويُعطى مجانًا في بعض الحملات، لكن تغطيته لا تزال محدودة. ويطالب الأطباء بإدراجه ضمن التطعيمات الأساسية في جدول التطعيم القومي.
???? الوقاية تبدأ من البيت
تنظيف اليدين، تعقيم الألعاب، وطهي الطعام جيدًا، خطوات بسيطة لكنها فعّالة. وتُوصي التوعية الصحية بضرورة عزل الطفل المصاب عن إخوته، مع تعقيم كل الأدوات التي يستخدمها.
???? حين تصبح المستشفيات الملاذ الأخير
في حال فشل العلاج المنزلي، أو ظهور أعراض الجفاف الشديد، لا بد من التوجه فورًا لأقرب مستشفى. فمحاليل الجفاف الوريدية قد تكون الفارق بين الحياة والموت.
???? أمهات يروين معاناة أبنائهن مع فيروس الروتا
في جولة ميدانية قامت بها "بوابة الدولة الإخبارية"، التقينا بعدد من الأمهات اللواتي عايشن تجربة إصابة أطفالهن بفيروس الروتا.
تقول منى عبد العليم، أم لطفل يبلغ من العمر عامًا ونصف:
> "ابني كان بيصرخ من المغص، وكان بيرجع كل شوية، والإسهال ما كانش بيقف، ما كنتش عارفة ده فيروس ولا تسمم، ولما روّحنا المستشفى قالوا إنه مصاب بروتا. قعد 3 أيام على محاليل في الطوارئ، والحمد لله عدت على خير، بس كانت تجربة مرعبة".
أما شيماء سالم، أم لطفلتين، فتوضح:
> "العدوى انتقلت من بنتي الصغيرة في الحضانة لأختها الكبيرة، واضطرينا نعزلهم عن بعض، ونغسل كل حاجة ورانا. مكنتش أعرف إن الفيروس ده معدي بالشكل ده، ولا إن فيه تطعيم أصلاً!".
???? أرقام صادمة من وزارة الصحة:
وفقًا لتقرير صادر عن وزارة الصحة المصرية عام 2024:
تم تسجيل أكثر من 38 ألف حالة إصابة مؤكدة بفيروس الروتا بين الأطفال دون سن الخامسة.
70% من هذه الحالات احتاجت تدخل طبي بسبب أعراض الجفاف.
فقط 40% من الأطفال تلقوا اللقاح ضد الروتا، إما بسبب عدم الوعي أو عدم توفره في بعض المناطق الريفية.
** مسؤولة ببرنامج التطعيمات الموسعة، صرحت لنا:
"نحن نسعى لزيادة نسبة التغطية باللقاح، لكن نحتاج دعمًا إعلاميًا قويًا لتوعية الأسر بمدى خطورة الفيروس، وأهمية اللقاح، خاصة في السنوات الأولى من حياة الطفل".
✅ التوصيات:
دمج تطعيم الروتا ضمن جدول التطعيمات الإجباري.
حملات توعية مكثفة عبر المدارس والحضانات.
توفير اللقاح بشكل دائم في الوحدات الصحية الريفية.
دعم الأسر بتعليمات إسعافية واضحة في حال الإصابة.
✍️ في الختام
فيروس الروتا ليس نزلة معوية عادية، بل خصم خفي يهدد صغارنا في لحظات غفلة. والوقاية، كما يؤكد الأطباء، تبدأ بالوعي وتنتهي بالتحصين والتدخل السريع.