الدكتورة غادة صقر تكتب : لا تقلق.. فالله عنده حسن التدبير

في زمن تتسارع فيه الهموم وتتكاثر فيه الضغوط، نحتاج إلى لحظة هدوء نُراجع فيها أنفسنا، ونهمس فيها بكلمات قد تنسينا القليل من أوجاع الحياة. كلمات بسيطة لكنها تشع نورًا وطمأنينة: لا تقلق.. عش حياتك كما هي، وافعل ما يسعدك، فالعمر يمضي، والأيام لن تعود.
كل يوم يمر هو هدية من الله، لا يُشترى ولا يُعوض. فلماذا نضيّعه في القلق، ونستهلكه في الحزن؟ الحياة قصيرة بما يكفي، فلا تجعلها أقصر بهمٍ أنت لا تملك تغييره. هناك أمور قدّرك الله أن تعيشها، وهناك مشاكل لن تحلها عيناك الساهرة، ولكن الله عنده حسن التدبير، وهو القادر على أن يجعل من العسر يسرًا، ومن الضيق فرجًا، ومن الدمع بسمة.
كم من أشياء ظنناها نهاية العالم، ثم جاءت الأيام لتهدينا أضعاف ما فقدناه؟ كم من محنة عبرت بنا، فكانت مفتاحًا لمنحة؟ إننا ننسى أحيانًا أن الله يُدبّر بحكمة لا نراها، وبلطف لا ندركه إلا بعد حين. لذلك لا ترهق نفسك بكثرة التفكير، ولا تستهلك قلبك في ما ليس بيدك تغييره.
عِش اللحظة، وتمسك بالأمل، وابتسم كلما واجهك الحزن، كأنك تُعلن له: "لن أنتصر بك، بل عليك". اسعَ لتحقيق أحلامك، افعل ما يسعدك طالما لا يغضب ربك، وازرع الفرح في قلبك كما تزرعه في قلوب الآخرين. فالسعادة ليست في المال، ولا في الجاه، بل في طمأنينة القلب وراحة الضمير.
أعطِ نفسك حقها من الحياة، لا تنتظر دائمًا التقدير من الناس، ولا تجعل نظراتهم ميزانًا لقيمتك. سرّك بينك وبين الله، وحالك يعلمه من خلقك، فلا تنشغل كثيرًا بالناس، وانشغل برضا الله عنك ورضاك عن نفسك.
إذا تعثّرت اليوم، فربما يُراد لك أن تنهض أقوى غدًا. وإذا أُغلقت الأبواب في وجهك، فربما يُراد لك بابٌ لم تطرقْه بعد. وإذا ابتعد عنك من كنت تظنهم السند، فاعلم أن الله يربّيك ليكون هو سندك الأول والأخير.
تذكّر دائمًا: ما دام قلبك ينبض، فثمة فرصة قادمة، وثمة فرجٌ يقترب، وثمة ضوء في نهاية النفق. لا تفقد إيمانك بأن الخير قادم، وأن الله لا يُخلف وعده أبدًا. فقط ثق، وابتسم، وسِر نحو المستقبل بخطى الواثق بأن الله معه.