الكاتب الصحفى جهاد عبد المنعم يكتب : جامعة مصر المعلوماتية.. الحصاد الذهبى لعقل عمرو طلعت

في صفحات التاريخ، لا يُخلّد إلا العظماء أولئك الذين تركوا بصمات لا تُمحى، وغيروا وجه البشرية باختراعاتهم واكتشافاتهم ورؤاهم. واليوم، يكتب الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، اسمه بأحرف من نور ضمن كوكبة العلماء الذين أعادوا تشكيل الواقع، وصنعوا من الحلم المصري في التحول الرقمي منارةً تضيء دروب المستقبل، ليس لمصر فقط، بل للعالم العربي بأسره.
لقد استطاع الدكتور عمرو طلعت، برؤية ثاقبة وجهود دؤوبة، أن يحوّل الطموح إلى إنجاز، والرؤية إلى واقع فجاءت جامعة مصر للمعلوماتية (EUI)، التي تأسست عام 2021، كواحدة من أجرأ وأذكى الاستجابات الوطنية للتحول الرقمي، ليس فقط في البنية التحتية، بل في بناء العقول، وصناعة جيل رقمي قادر على المنافسة مع خريجي كبرى الجامعات العالمية في وادي السيليكون وسنغافورة وزيورخ.
جامعة بُنيت على الحلم.. فبلغت مصاف الأساطير
منذ لحظة إعلانها، لم تكن جامعة مصر للمعلوماتية مجرد صرح تعليمي تقليدي، بل مشروعًا وطنيًا ضخمًا ينطلق من قلب العاصمة الإدارية الجديدة، مستلهِمًا روح العصر وقيم الريادة والابتكار. واليوم، نجد الجامعة تقف شامخةً إلى جوار أسماء جامعات عملاقة مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، وجامعات أكسفورد، وهارفارد، وستانفورد، وكامبريدج، التي لطالما شكلت أحلامًا بعيدة المنال لطلابنا.
وها هي EUI تتقدم بخطى ثابتة، بشراكات علمية عالمية فريدة، منها التوأمة مع جامعة بوردو – وست لافاييت الأمريكية، حيث يحقق طلابها مراكز متقدمة، ويخوضون تجربة تعليمية رفيعة المستوى، تجمع بين التعليم الأكاديمي الصارم والتدريب العملي العابر للقارات.
أكاديمية تصنع نجوم الغد.. قبل التخرج
ليس غريبًا أن تبدأ كبرى الشركات العالمية في التعاقد مع طلاب جامعة مصر للمعلوماتية قبل تخرجهم، فبرامجها الأكاديمية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، تحليل البيانات، الأمن السيبراني، الهندسة التكنولوجية، وتكنولوجيا الأعمال والفنون الرقمية، تجعل من خريجيها عناصر جاهزة للانخراط الفوري في سوق العمل العالمي.
ولم تأتِ هذه المكانة من فراغ، بل هي ثمرة تعاون وثيق مع شركات رائدة في العالم، مثل مايكروسوفت، التي توفر منحًا جزئية وشاملة تشمل تكاليف الدراسة بالخارج، في تجربة دولية تضع الطالب المصري في قلب التجربة العالمية.
من يقف وراء هذا الإنجاز؟
إن من يقف وراء هذا التحول المذهل هو عقل وقلب رجل الدولة والعالم المتبصّر: الدكتور عمرو طلعت، الذي لم يتعامل مع ملف التحول الرقمي بمنطق الأداء الوزاري الروتيني، بل تعامل معه كرسالة حضارية، ومهمة وطنية، وأمانة علمية ثقيلة، سعى لحملها بكل ما أوتي من علم وهمة وإخلاص.
لقد آمن أن المعرفة الرقمية هي السلاح الأقوى في عالم لا يعترف إلا بالمتميزين، فأسّس صرحًا أكاديميًا بحجم EUI، يكون بوابة مصرية مشرّفة إلى عالم الابتكار والتكنولوجيا، ومركز إشعاع إقليمي يُخرّج روادًا لا موظفين.
من رحم العلم.. انطلقت جامعة بحجم الحلم
بدأت الدراسة فعليًا في أكتوبر 2021 داخل الحرم الجامعي الذكي، الذي يتسع لـ1600 طالب، موزعين على أربع كليات حديثة التصميم، تضم 16 برنامجًا نوعيًا يتماشى مع تطلعات سوق العمل المحلي والدولي. وتلك البداية القوية جاءت بفضل الراحلة الاستاذة الدكتورة ريم بهجت، أول رئيسة للجامعة، والتي كانت مؤمنة بأن التعليم الرقمي هو بوابة المستقبل، قبل أن يستكمل المسيرة الاستاذ الدكتوروالعالم الجليل أحمد حمد القائم بأعمال رئيس الجامعة حاليًا.
EUI.. قصة نجاح وطنية بمذاق عالمي
في زمن تتسابق فيه الأمم لبناء عقول تواكب الثورة الصناعية الرابعة، تقف جامعة مصر للمعلوماتية كنموذج مصري يُحتذى به في بناء مؤسسات أكاديمية عابرة للتقليدية، متجاوزة كل العوائق، مدفوعة برؤية واضحة ومبادرات نوعية أطلقها الدكتور عمرو طلعت، ليصبح بذلك أحد العلماء الأفذاذ الذين غيّروا وجه مصر أمام العالم المتقدم تكنولوجيًا.
ليس غريبًا أن يكون في مصر اليوم جامعة تضاهي كامبريدج، وتفوق في برامجها بعض جامعات طوكيو، وتنافس في جودة طلابها مؤسسات التعليم في كندا وسويسرا وألمانيا.
من قلب مصر ينبض عقل المستقبل
هكذا هي جامعة مصر للمعلوماتية ليست فقط مبنى، بل مشروع حضاري وعلمي ووطني، يزرع بذور الغد في عقول اليوم. وهكذا هو الدكتور عمرو طلعت.. ليس وزيرًا فحسب، بل صاحب رسالة علمية إنسانية كبرى، يُشار إليه اليوم بالبنان بين قادة التحول الرقمي في العالم.