بوابة الدولة
السبت 21 يونيو 2025 05:47 صـ 24 ذو الحجة 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : ماأحوجنا أن نخرج الإنسان الطيب الذى بداخلنا .

محمود الشاذلى
محمود الشاذلى

بات من الطبيعى أن نتعايش كل يوم مع دوامة الحياه ، ومنعطفات الأيام من تطاحن ، وصراعات ، وترديات ، كثيرا تمنيت أن تمتد السكينه التى تلازمنا وقت المحن وفى الملمات أو عند فقد حبيب إلى كل أيامنا ، كثيرا تمنيت أن يكون التكافل الذى أدركته عند بعض الميسورين من الكرام بحق الفقراء من الأهل والأحباب فى مناسبات عده ليصبح نهج حياه ، ومنطلق وجود بحيث يشمل كل الأيام ، وطوال العام ، حتى أننى كثيرا أفكر أين الناس الطيبين ، متمنيا أن يمتد جبر الخاطر كل الأيام ، ويشمل كل الأوقات لأنه السبيل للسكينه والراحه ، ومنطلق السعاده ، متمنيا أن نودع التطاحن والبغضاء الذى خلفهما ضيق العيش ، وصعوبة الحياه ، وأن يختفى من حياتنا هذا الصراع الدامي بين الناس ، والذى جعل كثر من الذين يحترمون أنفسهم يغلقون على أنفسهم الباب ، وينكفئون على الذات ، ويتعايشون مع من تبقى من زمن جميل كان فيه الخير نبراسا ، والسعادة يقينا ، والمحبه صدقا ، لكنه أصبح الآن يتلاشى من الوجود بالكليه خاصة بعد تنامى الكذب والخداع والتضليل فى كل حياتنا .

كثيرا نذهب إلى المقابر كام كنت منذ ساعات وذلك فى رحاب الراحلين من الأحباب ، هؤلاء الموتى الذين يندر وجودهم الٱن بالحياه ، حتى على مستوى التعامل الشخصى ، والسلوك العام ، نأنس بهم ، ونحاكيهم نبلغهم بمن تزوج ، ومن مرض ، ونشكو لهم تصرفات البشر ، مطمئنين أنهم فى أحسن حال لأنهم فى عالم الصدق ، حيث معية رب العالمين ، تاركين عالمنا الذى بات فيه الكذب من المسلمات ، والخداع منهج حياه ونبراس وجود ، ويالها من حياه بات الإنسان فيها يعيش فى تيه حيث ينازع كيانه السعاده والتعاسه ، وينصهر فى عالم المتناقضات . وفى المساء نراهم يعج بهم قاعات الأفراح لحضور مناسبات سعيده ،

يتعين أن نقف مع النفس كثيرا وطويلا ، ونزلزل أركان الوجدان ، وننبه الضمير بما يجب أن يكون عليه من حال ، لأننا فى لحظه إن ٱجلا أم عاجلا سنكون من ساكنى تلك القبور ، يزورنا الأحباب صباحا ، وفى المساء يكونوا فى رحاب قاعات الأفراح ، وهكذا الدنيا ، وهكذا الحياه ، بين حزن وفرح ، وسعاده وتعاسه ، ورحمه وقهر ، وعدل وظلم ، وإذا كان ذلك كذلك من حقائق يقينيه فلماذا يظلم الإنسان أخاه الإنسان ؟ ولماذا يقهر الإنسان أخاه الإنسان ؟ ولماذا الأحقاد والكراهيات تغوص فى أعماق النفوس ؟ ولماذا الجبروات ؟ ولماذا يمعن صاحب السلطه فى قهر العباد دون إنتباه أنه جزءا من كيانهم يجرى عليه مايجرى عليهم من أمور الحياه ؟ يعنى يمرض ويتألم إذا أصاب فردا من أسرته مكروه ، ويدخل الحمام لأنه بشر لايتحمل أن يحتبس فيه البول فيتسمم جسمه ويموت ، لايمنعه عن ذلك منصب أو جاه . وكذلك الأغنياء الذين أنعم عليهم رب العالمين سبحانه بالمال فأبدعوا فى زيادته بارك الله لهم فيه طالما كان من حلال ، يبقى أن ينتبه جيدا من نسى منهم حق الله فيه فبخلوا ببعضا منه ، يفكوا به كرب المكروبين من الفقراء ، دون إدراك أنهم وأنا وجميعنا سيضمنا القبر حين يحل مقدور الله تعالى رب العالمين علينا ، عرايا مساكين ، أجسادنا ملفوفه فى كفن من القماش البسيط .

لكم بكيت من العجز عن مساعدة أصحاب الحاجات حتى وددت لو أعطانى الله من المال الذى أنقذهم به من وحشة الأيام ، وترديات الزمان ، الذى أصبحنا فيه نسمع عما يسمى بالغريمات من النساء العظيمات اللائى يعرضن أنفسهن للسجن عبر تحرير شيكات ، ووصولات أمانه مقابل أجهزه كهربائيه ليسترن بناتهن ، وفيهن أرامل ، ومن خط الفقر خطا على جبينهن ، وبات يعرفهن الناس أصحاب القلوب الطيبه ، إسترشادا بقلوبهن ، وأخريات لايردن فى الحياه أن يذهبن إلى الساحل الشمالى ، وشرم الشيخ فى الصيف ، والأقصر وأسوان فى الشتاء ، إنما يردن الستر من خلال مساعدة أهل الخير فى تدبير مصدر رزق ولو كشك يعيشون منه وأطفالهن بعد وفاة عائلهن ، وذلك بلاضجيج ، أو إحداث زخم ، أو نصب زفه ممزوجه بالطبل والمزمار .

ماأحوجنا أن نخرج الإنسان الطيب الذى بداخلنا ليعم السعاده حياة الناس ، فهل نستطيع ؟ أم سيكون مصمصة الشفاه ردا طبيعيا فى زمن تلاشى منه الخير ، وودع فيه الناس السعاده ، ثقتى فى الله كبيره ، وأن الدنيا بخير، وأن هناك من يتحركوا من داخلهم لعمل الخير ، أو تأثرا بتلك الكلمات التي تخاطب القلوب وكل الكلمات الطيبه ، فنرى الخير يجرى بين أيديهم إبتغاء مرضاة الله ، وسبيلا لرضوانه عز وجل ، وهم كثر بفضل الله ، وسيجعلهم رب العالمين سبحانه سببا فى صنع الخير ، ويافرحة من إصطفاهم الله لتلك المهمه الإنسانيه النبيله .

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى19 يونيو 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.6106 50.7106
يورو 58.0959 58.2157
جنيه إسترلينى 67.8991 68.0485
فرنك سويسرى 61.8635 62.0161
100 ين يابانى 34.7361 34.8096
ريال سعودى 13.4886 13.5167
دينار كويتى 165.1511 165.5314
درهم اماراتى 13.7806 13.8101
اليوان الصينى 7.0407 7.0558

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5457 جنيه 5434 جنيه $108.30
سعر ذهب 22 5002 جنيه 4981 جنيه $99.28
سعر ذهب 21 4775 جنيه 4755 جنيه $94.76
سعر ذهب 18 4093 جنيه 4076 جنيه $81.23
سعر ذهب 14 3183 جنيه 3170 جنيه $63.18
سعر ذهب 12 2729 جنيه 2717 جنيه $54.15
سعر الأونصة 169736 جنيه 169025 جنيه $3368.51
الجنيه الذهب 38200 جنيه 38040 جنيه $758.10
الأونصة بالدولار 3368.51 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى