بوابة الدولة
الخميس 26 يونيو 2025 08:32 مـ 29 ذو الحجة 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

م.أحمد محمد فكري زلط يكتب -- جذور الانتماء وواجب العطاء في حُب مصر

الكاتب
الكاتب

حُب الوطن هو شعور عميق ومتأصل في النفس البشرية، يتجاوز مجرد الانتماء الجغرافي ليصبح جزءًا لا يتجزأ من الهوية والوجود. إنه إحساس فطري ينمو ويتطور مع الإنسان منذ نعومة أظفاره، يتغذى من ذكريات الطفولة، وحكايات الأجداد، وعبق التاريخ الذي يفوح من كل زاوية في تراب الوطن. هذا الحب ليس مجرد عاطفة عابرة، بل هو رابط مقدس يربط الفرد بأرضه، وتاريخه، وشعبه، ويمنحه شعورًا بالاستقرار والأمان والانتماء. وعندما نتحدث عن حُب الوطن في سياق مصر، فإننا نتحدث عن قصة عشق أزلية، تتجلى في كل حبة رمل، وكل قطرة ماء من النيل الخالد، وفي عظمة حضارة امتدت لآلاف السنين، لتشكل وجدان أمة بأكملها. مصر ليست مجرد بقعة جغرافية، بل هي مهد الحضارات، ومنبع القيم، ورمز الصمود والعطاء، مما يجعل حبها ليس فقط واجبًا، بل فخرًا وشرفًا يتوارثه الأجيال.

يتجلى حُب الوطن في أبعاد متعددة، فهو ليس فقط رمزًا للهوية التي تحدد من نحن، بل هو أيضًا تجسيد للتاريخ الذي يروي قصص أجدادنا وبطولاتهم، والحضارة التي أثرت في الإنسانية جمعاء. الوطن هو الكرامة التي نعيشها، والأمان الذي نحتمي به، والحرية التي نتنفسها. لذلك، فإن واجبنا تجاه هذا الكيان العظيم يتجاوز مجرد المشاعر، ليتحول إلى أفعال ملموسة. يبدأ هذا الواجب بالحفاظ على مقدرات الوطن وثرواته، والدفاع عنه بكل غالٍ ونفيس في وجه أي خطر يهدد أمنه واستقراره. كما يتطلب منا احترام قوانينه والالتزام بها، لأنها الضمانة الأساسية لتنظيم المجتمع وحماية حقوق أفراده. والأهم من ذلك، أن حب الوطن يدفعنا نحو النهوض به في كافة المجالات، من خلال العمل الجاد والمخلص في التعليم، والصحة، والاقتصاد، والثقافة، وكل ما من شأنه أن يرفع شأن الوطن ويضعه في مصاف الدول المتقدمة.

إن التضحية من أجل الوطن هي أسمى درجات الحب والعطاء. فعندما يتعرض الوطن لمكروه، لا قدر الله، يقف أبناؤه صفًا واحدًا، يتحدون في وجه الشدائد، ويقدمون أرواحهم فداءً لترابه الطاهر. هذه التضحية ليست مجرد شعارات ترفع، بل هي تجسيد حقيقي للانتماء والولاء، وإيمان راسخ بأن الوطن يستحق كل غالٍ ونفيس. وقد علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أسمى معاني حب الوطن، عندما قال عن مكة المكرمة: “ما أَطْيَبَكِ من بلدٍ! وأَحَبَّكِ إليَّ! ولولا أنّ قومي أَخْرَجُونِي منكِ ما سَكَنْتُ غيرَكِ”. هذا يعكس عمق تعلق النبي بوطنه وحنينه الدائم إليه، ويؤكد أن حُب الوطن غريزة فطرية في نفس كل إنسان.

حُب الوطن لا يكون بالأقوال والشعارات الرنانة فحسب، بل بالأفعال التي تدل على الإنتماء الحقيقي لترابه الطاهر. يبدأ غرس هذا الحب من الأسرة، حيث يقع على عاتق الأبوين مسؤولية تعليم أبنائهم الوفاء للأرض التي نشأوا عليها، وغرس قيم الانتماء والتضحية في نفوسهم. وللمدرسة دور حيوي في تنمية هذا الشعور، من خلال المناهج التعليمية والأنشطة اللامنهجية التي تعرف الطلاب بتاريخ وطنهم وحضارته، وتفهمهم حجم دورهم في نهضته وتقدمه. أما الجامعة، فهي الصرح الذي يترجم فيه الشباب انتماءهم وحبهم للوطن إلى عمل ملموس، من خلال الأبحاث العلمية التي تخدم المجتمع، والمشاريع التنموية التي تساهم في بناء المستقبل، والحرص على التفوق الدراسي الذي يرفع اسم الوطن عاليًا في المحافل الدولية. فحب الوطن هو عمل مستمر، وجهد دؤوب، وتفانٍ لا ينضب من أجل رفعة الوطن وازدهاره.

مصر، هذا الإسم الذي يحمل في طياته تاريخًا عريقًا وحضارة شامخة، هي بحق أم الدنيا ومهد الحضارات. فمنذ فجر التاريخ، كانت مصر منارة للعلم والمعرفة، وموطنًا لأعظم الحضارات الإنسانية التي أثرت في مسيرة البشرية جمعاء. إنها الأرض التي شهدت بناء الأهرامات الشاهقة، وتدفق نهر النيل الخالد، الذي كان ولا يزال شريان الحياة لمصر، يروي أرضها ويمنحها الخصوبة والنماء. وعندما نذكر مصر، فإن أول ما يتبادر إلى الأذهان هو النيل العظيم، الذي يمثل رمزًا للعطاء والخير، ويجسد العلاقة الأزلية بين الإنسان والأرض في هذه البقعة المباركة من العالم.

لقد تغنى الشعراء والأدباء والعلماء بمصر على مر العصور، وخلدوا حبها في قصائدهم وكتاباتهم. فمصر ليست مجرد دولة، بل هي حالة فريدة من نوعها، تجمع بين عراقة الماضي وأصالة الحاضر وطموح المستقبل. إنها الأرض التي أنجبت العظماء، وشهدت ميلاد الأديان، واحتضنت الفنون والعلوم. من أقوال الشعراء التي تعبر عن حبهم لمصر: “مصر يا أم الحضارة والعصر، مصر يا أم الطيابة والأصل، مصر يا أم النيل الجديد مصر يا أم الوادي الجديــد، مصر بلادي أحبها من كل دمي وفؤادي.” هذه الكلمات ليست مجرد أبيات شعرية، بل هي تعبير صادق عن مكانة مصر في قلوب أبنائها ومحبيها حول العالم. مصر هي بلد الحضارات، وبلد الصمود، وبلد العطاء، وهي دائمًا في طليعة الأمم التي تساهم في بناء مستقبل أفضل للإنسانية.

إن حب مصر لا يقتصر على الكلمات والأشعار، بل يتجسد في الأفعال والممارسات اليومية التي تهدف إلى رفعة شأنها وتقدمها. فالشباب المصري، بوعيه وطاقته وإبداعه، هو عماد المستقبل، وعليه تقع مسؤولية كبيرة في بناء مصر الحديثة. يجب على الشباب أن يكونوا قدوة في العمل الجاد والمخلص، وأن يسعوا جاهدين لتحقيق التميز في مجالاتهم المختلفة، سواء في التعليم أو العمل أو الابتكار. فكل إنجاز يحققه الشاب المصري هو بمثابة لبنة تضاف إلى صرح الوطن الشامخ.

كما أن الحفاظ على مقدرات الوطن وتراثه هو جزء لا يتجزأ من حب مصر. فمصر تزخر بالآثار القديمة والمواقع التاريخية التي تروي قصص الحضارات المتعاقبة، وهي ثروة قومية يجب الحفاظ عليها وصيانتها للأجيال القادمة. يجب على كل مواطن أن يشعر بالمسؤولية تجاه هذه الآثار، وأن يساهم في حمايتها من أي عبث أو إهمال. بالإضافة إلى ذلك، فإن العمل الجاد والمخلص في كافة القطاعات هو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي. فكل فرد في المجتمع، من العامل البسيط إلى العالم الكبير، يقع على عاتقه دور في بناء مصر وتقدمها. إن حب مصر يعني أن نعمل بجد وتفانٍ، وأن نكون يدًا واحدة في مواجهة التحديات، وأن نسعى دائمًا لتحقيق الأفضل لوطننا الحبيب.

و في الختام، يظل حُب مصر على وجه الخصوص، شعورًا خالدًا يتوارثه الأجيال، ويتجدد مع كل إنجاز يتحقق، ومع كل تحدٍ يتم التغلب عليه. إنه ليس مجرد شعور عاطفي، بل هو إلتزام أخلاقي ووطني يدفعنا إلى العمل الدؤوب والتفاني من أجل رفعة هذا الوطن العظيم. فمصر، بتاريخها العريق، وحضارتها الشامخة، وشعبها الأبي، تستحق منا كل الحب والعطاء. إنها الأرض التي احتضنتنا، ومنحتنا هويتنا، وشكلت وجداننا. لذا، فإن واجبنا تجاهها هو أن نحافظ على وحدتها، وأن نعمل على تقدمها وازدهارها، وأن نغرس حبها في قلوب أبنائنا، ليبقى هذا الحب حيًا في القلوب جيلًا بعد جيل. فلنعمل جميعًا، كل في مجاله، من أجل مستقبل مشرق لمصر، مستقبل يليق بتاريخها العظيم، وطموحات شعبها الأبي، لتظل مصر دائمًا وأبدًا منارة للعلم والحضارة، ورمزًا للصمود والعطاء، وفخرًا لكل مصري.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى25 يونيو 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.8591 49.9586
يورو 57.8815 58.0069
جنيه إسترلينى 67.8832 68.0236
فرنك سويسرى 61.8216 61.9833
100 ين يابانى 34.2157 34.2934
ريال سعودى 13.2936 13.3209
دينار كويتى 163.0076 163.3861
درهم اماراتى 13.5749 13.6049
اليوان الصينى 6.9496 6.9643

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5371 جنيه 5349 جنيه $107.08
سعر ذهب 22 4924 جنيه 4903 جنيه $98.16
سعر ذهب 21 4700 جنيه 4680 جنيه $93.69
سعر ذهب 18 4029 جنيه 4011 جنيه $80.31
سعر ذهب 14 3133 جنيه 3120 جنيه $62.46
سعر ذهب 12 2686 جنيه 2674 جنيه $53.54
سعر الأونصة 167070 جنيه 166359 جنيه $3330.56
الجنيه الذهب 37600 جنيه 37440 جنيه $749.56
الأونصة بالدولار 3330.56 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى