الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : الأمن القومي واجب وطنى لذا فالننتبه لمطامع إسرائيل فى سيناء .

وضعت الحرب أوزارها بين طهران وتل أبيب وترامب ، وتم كشف النقاب عن أمور هزليه تخللتها عملية القذف المتبادل ، ولأول مره أرى منطلق جديد فى الحروب يقوم على وجود إخطار مسبق بالقذف ، أكده ترامب بشأن قذف طهران لقاعده أمريكيه بقطر ، وهذا ينبهنا إلى أن الأيام القادمه ستكشف لنا عن أمور غايه فى الغرابه تتعلق بالصهاينه ، وترامب والشرق الأوسط ، وكذلك سيناء ، وذلك فى إطار خداع بات نهجا فى تعاملهم ، ويقين أن بنى صهيون لاأمان لهم ، ولاعهد ولاميثاق ، الأمر الذى معه يكون الحذر منهم كل الوقت ، ولاننخدع بألاعيبهم الشيطانيه ، لأن الإجرام والخداع جزء أصيل من مكوناتهم .
بلامزايدات .. المواقف الوطنيه لامزايده عليها ، ولاتراجع عن التمسك بها ، لأنها نبراس وجود لوطن غالى نفتديه بأرواحنا . أمام تلك الثوابت الحياتيه لاتعظيم لشيىء فى المحن إلا الوطن ، الذى يتقزم أمامه كل شيىء ، المنصب ، والسياسه ، والأحزاب ، والمعارضة ، والموالاه ، إنطلاقا من ذلك يتعين أن يترسخ بداخلنا اليقين أن سيناء ليست مجرد جزء من وطن غالى فحسب ، بل هى الشرف والعزة والكرامه ، نزود عنها كل مكروه وسوء ، ندرك أنها على خط النار ومحل مكائد ودسائس الصهاينه المجرمين ، ليس منطلق ذلك عاطفه عابره ، أو مزايدة سياسيه ، بل واقع جسدته الأحداث ، ونبه إليه العملاء الخونه ، الذين عبثوا بمقدرات إيران خاصة المقيمين بها من جنسيات أخرى ، يجب أن ننتبه جيدا أن سيناء بالنسبه لإسرائيل هى شريان الحياه ، ومطمع لم تخفيه بل أكدته جيلا بعد جيل إنطلاقا من زعمها بأن تكون من النيل إلى الفرات ، لذا ستظل هدف جيلا بعد جيل ، من أجل ذلك يتعين أن نتعامل من هذا المنظور ولاننتظر للظروف ، أو نثق فى هذا العدو الغاشم .
نبهنا كشف النقاب عن الجواسيس ، ومنطلقات وجودهم بإيران لاجئين أو متزوجين من إيرانيات ، إلى حتمية وضع ٱليه تكنولوجيه حديثه ترصد أى موضع للخلل بسيناء ، وإخضاع كل من بسيناء للفحص الدقيق ، والمتابعة القويه ، يضاف إلى ذلك رصد أى تصرف ينطلق من زرع جواسيس إنطلاقا من أن إسرائيل عدو ، وليس معنى وجود معاهدة سلام أن نطمئن لهم ، ونعتبرهم قريبين ، بالمجمل من الٱن يتعين أن يكون للأجهزه المعنيه تواجد قوى بسيناء ، ويكون كل القائمين بها محل رصد ، لايستثنى من ذلك أحد ، بل وإعتبارنا على خط النار لذا يكون التعامل السريع والحاسم والجازم لمن يستقر اليقين أنه يعبث لصالح إسرائيل بأى طريقه ، حتى ولو بتزيين صورتها فى نظر السيناويه ، لترسيخ أنهم عظماء ، ومعهم سيكون العيش أفضل .
إعمار سيناء بات واجبا حتميا اليوم قبل أى وقت مضى ، وذلك من خلال خلق كيانات بشريه كثيفه ، تقيم بها بشكل دائم ومستمر ، وهذا لن يتحقق إلا بخلق مجتمع زراعى ، إتساقا مع ما حدث فى مناطق كثيره من توزيع الأراضى على شباب الخريجين لزراعتها وتنميتها ، مع خلق تنميه صناعيه ، ونهضه عمرانيه ، ووجود مجموعات مدربه على مستوى عالى تحت رعاية الدوله تحسبا لأى تحرك مريب من الصهاينه ، كما يتعين تكثيف التواجد المخابراتى .
خلاصة القول .. الٱن يجب أن نبذل الجهد لتقوية الجبهة الداخليه ، وترسيخ الوطنيه حقيقه يعكسها واقع ، وسلوك ، وتصرفات ، وإجراءات ، وقرارات ، لاشعارات ، والمعسول من الكلمات ، وأن تتوقف المكائد ، والدسائس ، وتصفية الحسابات ، لأننا جميعا جميعا وفقا لما يحدث على خط النار ، وهدف للمجرمين الذين يبدعون فى الشقاق ، وتعميق الخلافات ، لذا يجب أن نكون أكثر وعيًا ويقظة ، حذرين كل الحذر مما يحاك لنا من الصهاينه ، بل ليستقر اليقين أن الحفاظ على سيادة أرضنا ، وأمن بلادنا ، واجب وطنى على كل مصرى ، إنطلاقا من مسئولية مشتركه تعضد دور الدولة متمثله فى الأجهزه ، وعلى الجميع أن يبادروا إنطلاقا من حس وطنى ، بالتنبيه لأى موضع خلل أو تحرك مريب . فلنقف جميعًا صفًا واحدًا خلف قواتنا المسلحة ، وأجهزتنا الأمنية ، وقيادتنا ورئيسنا ونتعامل بحذر مع المعلومات ، ونحذر من الإشاعات ، وندرك أن الأمن القومي لا تفريط فيه ولا مساومة عليه .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .