بوابة الدولة
الأربعاء 16 يوليو 2025 10:15 صـ 20 محرّم 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : الحياه السياسيه من العمق شاهدا على العصر .

محمود الشاذلى
محمود الشاذلى

لاشك أننا أصبحنا نعيش في زمن إنفصل من يتعايشون فيه ساسه كانوا أو رموزا مجتمعيه عن واقع الحياه ، حتى فيما هو قريب ، وتاهت الحقيقه بعد رحيل شهودها ، وإنكفاء الآخرين في ركن ركين بحثا عن السكينه والراحه ترفعا بعد أن أصبحنا في زمن الهزل ، والذى فيه أصبحنا ندرك قادة في دولاب العمل الإدارى ، والأجهزه ، وآخرون يدورون فى فلك الحياه السياسيه ، والبرلمانيه والحزبيه ينتمون لأجيال شبابيه ينعدم لديهم الخبره لإبتعاد العظماء أصحاب التاريخ طوعا حفاظا على تاريخهم النضالى ، وآدائهم المشرف ، فتاهت الحقيقه وأمعن هؤلاء في قهر بعضهم بعضا عن قلة خبره منهم وإنعدام للفهم ، حتى تقزم كل شيىء في واقعنا الحياتى ، ولأنه الوطن الغالى يتعين على من عايش وعاصر مامضى من الأحداث أن يدلى بشهادته للتاريخ لتكون في معية الشباب وكل متصدرى المشهد السياسى وكذلك القائمين على أمر الأجهزه المعنيه ، لعلهم يستفيدوا منها في زمن إنعدم فيه الكفاءات ، ولعل مايجعلنى أتحدث بصدق أننى طوال عمرى أرصد المشهد حينا وأكون فاعلا فيه أحيانا إنطلاقا من قناعاتى الوطنيه ، وإرادة الشعب التى أتت بى نائبا بالبرلمان وليس إنطلاقا من حضن السلطه الدافىء ، ويقين أن هذا الوطن الغالى يستحق من فيه حياه كريمه تحترم فيه الآدميه ، وينعم من فيه بالإستقرار .

أحمد الله على أننى وحتى اليوم وحتى كتابة هذه السطور الآن لم أكن يوما من الأيام ممارسا للعمل السياسى ، والنشاط الحزبى ، والأداء البرلمانى كنائب ينتمى للمعارضه الوطنيه ، إنطلاقا من مهادنه ممقوته ، متبوعه بتنفيذ مايملى على من تعليمات ، أو توجيهات تخالف قناعاتى السياسيه ، ومنهجى الفكرى الذى ينطلق من وطنيه حقيقيه قائمه على نهج إقرار الحقيقه حتى ولو تعارضت مع الإنتماء الحزبى ، وكذلك لم أكن يوما جزءا من أى منظومه إداريه أو حكوميه أو سياسيه مرجعيتها السلطه وما بها من مغانم كثيره ، رغم طبيعة عملى الصحفى التى تفرض الإرتباط بهم جميعا كل فى حقبة تحملهم المسئوليه ، بل ويكون لى صداقات بداخلهم يفرضها الواجب الوظيفى كصحفى يبحث كل الوقت عن الحقيقه ، والتناغم المجتمعى وكذلك الشخصى ، رغم تمسكى بممارسة السياسة من خندق المعارضه الوطنيه التى تضم قامات وطنيه ، وخبرات حقيقيه ، وبها أصحاب تجارب سياسيه فاعله ، ويمثل المنتمين إليها أزمنه متعاقبه ، لذا أتمسك بأنها يمكن أن تلعب دورا وطنيا حقيقيا شريطة أن تتاح لها الفرصه ، هذا الدور لاشك يضيف لهذا الوطن الغالى كثيرا إذا صدقت النوايا ، وتجرد من فيها من الأنا ، ومنحت مساحه حقيقيه من الحريه ، بل إنها يمكن أن تنقذ ماإعترى واقعنا السياسى من تردى وضعف حتى فى المكون الشخصى لمتصدريه .

نعـــم .. لم أكن يوما من الأيام مشاركا في الحياه السياسيه إنطلاقا من الإنتماء لأحزاب السلطه في فترة حكم السادات رغم أننى كنت أحد قادة الإتحادات الطلابيه ، أومبارك ، والإخوان ، تلك العهود التى عايشتهم وعايشهم معى أبناء جيلى ، وكذلك الآن ، حتى وإن كان التنسيق أحيانا أراه أمرا ضروريا بين جميع الأحزاب وحزب السلطه خاصة فيما يتعلق بالمعارك السياسيه ، والقضايا الوطنيه خاصة تلك التى تمس الأمن القومى ، وكذلك التحالفات الإنتخابيه إسترشادا بما سبق وأن فعله زعيم الوفد فؤاد باشا سراج الدين فى الثمانينات ، وقائمة في حب مصر التي كانت تمثل السلطه والتى دشنها سيف اليزل سيرا على هذا النهج ، يبقى مانشهده الآن من تدشين للقائمه الوطنيه لإنتخابات الشيوخ والنواب أمر طبيعى جاء متناغما مع تجارب سابقه ، لكن تلك التجربه جاءت عبر قائمه مطلقه تضم غالبية الأحزاب من الموالاه يقودها حزب الأغلبيه ، مع منح الأحزاب الأخرى حتى المحسوبه قديما على المعارضه مقاعد على سبيل التواجد والإيهام بأن هناك مشاركه وليست مغالبه ، لذا كان من الطبيعى أن يشغل تلك المقاعد قادة تلك الأحزاب والوجهاء المنتمين لها خاصة أصحاب رؤوس الأموال الذين لاعلاقة لهم بالمواطنين ، ولايعرفون إحتياجاتهم ، ولايدركون معاناتهم ، فأصبح من الطبيعى أن يكون عموم الناس من المتفرجين ، وأن يلتزم أصحاب الخبرات بيوتهم فحرم الوطن من عطائهم .

تبقى هناك حقيقه يقينيه رصدتها ككاتب صحفى متخصص فى الشئون السياسيه والبرلمانيه والحزبيه ، وأدركتها كممارس للعمل السياسى من خندق المعارضه الوطنيه الشريفه والنظيفه حيث " الوفد " فى زمن الشموخ قبل أن يتراجع فكرا وأداءا حتى أصبح للأسف الشديد لم يعد رقما فى المعادله السياسيه لضعف الآداء ، والتراجع عن القناعات ، تلك الحقيقه تتعلق بوضع حزب السلطه فى عهد السادات ، ومبارك ، والإخوان ، والآن ، مؤداها للإنصاف أن حزب السلطه المتمثل فى الحزب الوطنى كان قادته ومتصدرى مشهده أكثر فهما ، وأعمق رؤيه وإتزانا ، وأروع أداءا ، وأفضل نهجا فى فتح جسور من التواصل مع كل الأحزاب ، قائمة على المشاركه وليس المغالبه ، والإستعلاء ، والتهميش الذى أدركته فى تعاطى حزب السلطه الذى خرج من رحم الإخوان ، إستثناءا فترة أحمد عز والذى فيها تم إستبعاد أصحاب الرؤيه من أمثال كمال الشاذلى .

هذا قد يكون طبيعى لأن الحزب الوطنى كان يقوده فاهمين واعين ، وحزب السلطه أيام الإخوان كان يقوده هواه بلاخبره وليسوا محترفين ، بالضبط أيضا كما هو حزب السلطه الآن رغم أنه يضم كفاءات كثيره إلا أنهم آثروا أن يكون معاونيهم مجرد منفذى توجيهات وليس مشاركين فى الفكر متعاطين مع الأداء ، فإنعدمت المنافسه التى تفرز قادة المستقبل والرواد ، وتراجع الأداء رغم الصخب والضجيج الذى يصحب كل فاعليه ، لذا كثر من هؤلاء القاده ليسوا فى الصداره فكريا وأداءا وعمقا وتناولا للقضايا وتفاعلا معها رغم أنهم على المستوى الشخصى شخصيات شديدة الإحترام تتمتع بنزاهة وطهاره ، كما أن نظام مبارك رغم نعته بالفساد طبعا بعد سقوطه إلا أنه كان أسمى وأجل من نظام الإخوان فى الثبات ، والرؤيه ، والإنقلاب على القناعات ، وليس أدل على ذلك من هذا الإنقلاب المدوى لكثر من قادة الإخوان على ماحاولوا تصديره للناس من أفكار سنوات وسنوات ، حتى ترسخت لدى البعض من البسطاء والمخدوعين حقيقه فى الوجدان ، وليس أدل على ذلك مما أدركناه وندركه من مختار نوح أحد ابرز قادة الإخوان عبر التاريخ وغيره حتى أصبحوا خير شاهد بل أعمق دليل على فساد القناعات وإضمحلال الرؤيه خاصة مايتعلق بواقع الحياه والتجارب السياسيه .

لعله من الإيجابيات التى يتعين أن ننتبه إليها فيما يتعلق بأنظمة حكم السادات ، ومبارك ، والإخوان ، وحزب السلطه فى تلك الأنظمه ، أن ماتم رصده عن قرب ، خاصة فيما يتعلق بالمعارك السياسيه ، والمواجهات الحزبيه ، وصراعات الأنظمه كان الكاشف الحقيقى فيها قناعات الأشخاص فكريه كانت ، أو مجتمعيه ، أو حتى سياسيه ، يبقى أن من يتناول من هؤلاء تلك الوقائع التى أصبحت تاريخ يتعين أن يتجرد من قناعاته السياسيه والحزبيه ، ولايغلب إنتماءاته على مايطرحه لأنه منوط به التحليل والفهم والبحث فى أعماق الوقائع ، خاصة إذا كان من بينهم أصحاب أقلام فرضت مهنتهم أن يكونوا شهودا على العصر ، من أجل ذلك كان التجرد الذى ألزمت به نفسى خاصة فيما يتعلق بتلك القضايا ، مسترشدا بالقاده الذين كان ينظر إليهم مريديهم على أنهم أعمق فكرا وأعلى شأنا وأصوب رؤيه . يبقى أيضا أن هذا التوضيح أراه واجبا إنطلاقا من تحليل دقيق ، ورصدا لواقع الحال ، خاصة مايتعلق بالقضايا الجوهريه التى كثيرا ماتشهد لغطا كبيرا فى الحياه السياسيه بين الساسه ، والمهتمين بالشأن السياسى ، والراصدين لأحواله ، وتطوراته ، وتداعياته من الأجهزه المعنيه كيف .. تابعونى .

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى15 يوليو 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.3574 49.4574
يورو 58.2861 58.4141
جنيه إسترلينى 67.9305 68.0879
فرنك سويسرى 62.5331 62.6915
100 ين يابانى 34.5301 34.6025
ريال سعودى 13.1599 13.1872
دينار كويتى 161.7850 162.1659
درهم اماراتى 13.4372 13.4662
اليوان الصينى 6.8914 6.9058

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5303 جنيه 5280 جنيه $106.91
سعر ذهب 22 4861 جنيه 4840 جنيه $98.00
سعر ذهب 21 4640 جنيه 4620 جنيه $93.54
سعر ذهب 18 3977 جنيه 3960 جنيه $80.18
سعر ذهب 14 3093 جنيه 3080 جنيه $62.36
سعر ذهب 12 2651 جنيه 2640 جنيه $53.45
سعر الأونصة 164937 جنيه 164226 جنيه $3325.15
الجنيه الذهب 37120 جنيه 36960 جنيه $748.34
الأونصة بالدولار 3325.15 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى