الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : بعيدا عن الإنتخابات تحية للأمه العربيه .. تحيه لمصر العروبه .

لعل من الأهمية ضرورة الإنتباه إلى أهمية التعايش مع أحوال أمتنا ، وتأمل أحوالنا السياسيه والمجتمعيه ، والبرلمانيه ، والحياتيه بعيدا عن الإنتخابات التى باتت على وشك ، وصاحبها حالة من التردى ، والإستقطابات ، والدفع بخطيئة المال السياسى التى لو نجح ممتلكوه فى تحقيق مبتغاهم ، والحصول على مقعد بالبرلمان سيكون الوطن فى مأزق ، وسيعترى الجميع حالة خطيره من السلبيه ستكون عصيه على الخروج منها أجيال وأجيال ، وهذا نذير خطر شديد ، يبقى اليقين راسخ أن فى هذا الوطن الغالى قيادات وطنيه مسئولين ، وساسه ، ورؤساء أحزاب يعى كل منهم مضامين ماطرحته ، وسيكون لهم موقف حازم وواضح يبعث الأمل فى النفوس أن القادم أفضل بإذن الله .
لاشك أن الأمه العربيه وبمنتهى الشفافيه تعيش أوضاعا مأساويه ، كشف ذلك جليا المجازر التي يتعرض لها شعب غزه الحبيب ، وجميعا لاحراك اللهم إلا موقف مصر الرائع الداعم للشعب الفلسطيني ، والمتمسك بالقضيه الفلسطينيه ، وتلك الغاره الصهيونيه الإجراميه على أعضاء بالمكتب السياسى لحماس في مقر إقامتهم بالدوحه لتتصدر مصر بعزة وكبرياء المشهد بهذا الموقف الرسمي الذى أدان هذا الإجرام ، عكس ذلك أن الوحده العربيه ستظل أمل وغايه ومبتغى لدى كل الوطنيين حكاما ومحكومين ، وسيبقى التمسك بها نهجا لكل الوطنيين ، وستبقى مصر قلب العروبه النابض ، وستبقى بلد الحرمين الشريفين قبلة المسلمين ، وستبقى قطر تمثل قيمه وقامه ، وستبقى السودان إمتدادا طبيعيا للعراقه المصريه التى جسدت وحدة وادى النيل ، وستظل الجزائر بلد الأحرار ، بلد المليون شهيد فى القلب وطنا وأهلا وشعبا ، وسيظل جمال عبدالناصر ملهما للتقارب العربى ، وسنظل نفخر أننا أمه عربيه واحده .
إنطلاقا من ذلك أتصور ككاتب صحفى متخصص فى الشئون السياسيه والبرلمانيه والاحزاب ، ومحلل سياسى أن قمة الدوحة الطارئة التي إنعقدت ردًّا على عدوان الإحتلال الإسرائيلي ومحاولة إغتيال قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، منطلق للتلاحم العربى ، حيث جاء البيان الختامى لها تعبيرًا عن موقف عربي وإسلامي موحد في الإدانة ، لكن غاب عنه الآليات العملية التى قد تحول الموقف من مجرد تكرار لبيانات موسمية لا تُجدي أمام تصعيد الإحتلال ، إلى قرارات عمليه تؤثر بحق فى العلاقه مع الكيان الإسرائيلى ، كما يجب أن يستقر اليقين بما قاله المحللون من أن ردع إسرائيل ليس بالبيانات الموسمية ، وإنما بممارسة ضغط عملي وإعلامي وقانوني مستمر، إلى جانب بناء أوراق قوة واقعية تستوعب المناصرين عالميًا ، وتوفر لهم مظلة تحميهم من أعباء المحاكم أو خسارة الوظائف أو حملات التشويه ، واليقين بأن إستهداف الدوحة عدوانًا سافرًا لا يسقط بالتقادم ، ويستدعي مواقف تتجاوز البيانات إلى أفعال .
رغم تلك المعانى النبيله ، والغايات الطيبه إلا أنه هزتنى من الأعماق كلمات مقال الكاتب الصحفى الكبير الزميل الأستاذ أشرف بدر الذى إستهله بعنوان " أمة الـ "المليار ونصف " عاجز !! " وأضاف فى حسره 1,5مليار عربى ومسلم , من أكبرهم لأصغرهم عمرا ومنصبا وتدينا , يكتفون بمصمصة الشفافيف عند مشاهدتهم المجازر والمحارق التى يتعرض لها إخوانهم وبنى جلدتهم فى غزة المحتلة على أيدى بنى صهيون "يأجوج ومأجوج "العهد الحالى !!. وعندما وخز ضميربعضهم , وذرا للرماد فى أعين شعوبهم المطالبة بوقفة وشهامة ضد المغتصبين ..أمروا خطباء المساجد بالدعاء فى صلاة الفجرعلى اليهود ومن ولاهم وساعدهم وسلحهم بأعتد الأسلحة , بأن يشتت الله شملهم فى مشارق الأرض ومغاربها مرة أخرى,ويتركوا الأرض المقدسة التى دنست بأقدامهم وأفعالهم النجسة !! ، أكاد أستشعر ثورته حيث كتب ولـ"أمة المليار ونصف" ,ولأهل العرب وحماة الإسلام ..نقول : لن تتوقف حرب الإبادة لشعب فلسطين بدعاء الفجر , ولا ببكاء بعضكم عند رؤية جثث الأطفال المتناثرة بين الركام وتحت التراب ؟, ولا بمصمصة الشفافيف , و"الحسبنة" على العدو الكافر بالإنسانية والرحمة عند رؤية لقطات لأمهات ثكالى وهى تحتضن أشلاء أولادها؟ ...ولا بصور الأباء وهم يبحثون تحت أنقاض منازلهم المتهدمة عن بقايا أطراف متقطعة من أجساد ذويهم؟.. ,ولا بغيرها من المشاهد التى صم العالم أذانه عن أنينن وآهات ألم الموت والإصابة,للمدنيين العزل , وأغمض عينيه عن رؤية أسلحة محرمة تخترق أجساد الأبرياء ,وتسقط الأبراج والبنايات على من فيها , وتدمر الأنفاق والبنية التحتية ,وتسوى الأرض بالمخابز والمستشفيات ودور العبادة ؟!.
رغم تلك الكلمات التى زلزلت الوجدان إلا أننى تمنيت أن ينتبه كل العرب ويعيدوا أمجادهم ، ويدركوا أنه نعمه من رب العالمين ودرس لكل العرب أن تأتى الشهاده من الآخر حيث الغرب ، وياليتنا شعوبا وحكاما نتوقف كثيرا على ماجاء فى مضمون تلك الشهادات ، شعرت فى باريس بحب حقيقى جسده تعامل كريم لأهل الجزائر الذى أفخر أن لى فيهم أحباب ، وشعب مضياف كما أكد لى بطل حرب أكتوبر المجيده الفريق سعد الدين الشاذلى ، أبهرنى تقارب الجزائريين وتعاونهم وتلاحمهم وتلك الموده التى ألمسها بين ثنايا حروفهم ونبضات قلوبهم ، وأسلوب تعاملهم ونهج قضاياهم ، لذا كان من الطبيعى أن أكون فى رحاب كثر منهم مستمعا ، وفى برلين وميونخ وألما حيث ألمانيا ، وعبر جبال الألب الشاهقه وجدت من يحتضننى ويرحب مهللا أأنت مصرى ، وعلى سفوح جبال نيجيريا تذوقت الطعام الشهى من أيدى اللبنانيين والسوريين حتى أنهم تمسكوا بأن أكون ومن معى من السفاره المصريه ضيوفهم على الغداء وفى الموعد تحول الغداء إلى صالون ثقافى بديع مبتهجين بأن صحفيين مصريين بينهم نائب بالبرلمان عن المعارضه الوطنيه الشريفه والنظيفه حيث الوفد فى زمن الشموخ .
خلاصة القول .. فالنستنفر الإراده الوطنيه ، وندرك جيدا أهمية أن يكون كل العرب يدا واحده ، تبقى التحية واجبه للأمه العربيه ، تحيه للإراده العربيه ، تحيه للوطن العربى تحية لمصر الأبيه قيادة وحكومه وشعبا ، الدعم الكامل لأهل غزه الأبطال ، والإصطفاف في موقف مشرف مع قطر ، متمنيا أن تنتبه إلى أن عزتها وكرامتها وشرفها وفخرها لن يكون إلا في ظل العروبه ، وفى كنف الأوطان ، وليس عبر أمريكا التي تركت إسرائيل تعربد ، وتهين قطر دون ردع ، لذا أطالب بتفعيل قوه عربيه لحماية الوطن العربى بقيادة مصر ، وعلى المجرمين في القلب أمريكا أن يرحلوا عن اوطاننا ونتولى نحن أمرنا ، يبقى السؤال هل ستستوعب قطر ماحدث لها ، ونحن معها ، وتعمل على تعميق الوحده العربيه ، وكذلك هل سيستوعب العرب ويصطفوا مع قطر ؟ أتمنى ذلك لعل نظرة العالم للإسلام والعرب تتغير تماما فيما هو قادم من الأيام .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .