كيف نكتشف متعاطي المخدرات مبكرًا؟ أستاذ بحوث جنائية تجيب
قالت الدكتورة إيناس الجعفراوي، أستاذ الكيمياء الحيوية بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن الحديث عن المخدرات لا ينتهي بسبب خطورتها الشديدة وتأثيرها المباشر على الوظائف العقلية للمخ، حيث تُغير إدراك الواقع ودرجة الوعي، وقد تؤدي الجرعات العالية منها إلى الوفاة، موضحة أن الهدف من هذا الطرح ليس الحديث عن أنواع المخدرات أو مشكلاتها، وإنما التركيز على الاكتشاف المبكر لمتعاطي المخدرات قبل الوصول إلى مرحلة الإدمان.
العلامات التحذيرية الثلاث لاكتشاف التعاطي
وأوضحت خلال حلقة برنامج رؤية، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن الاكتشاف المبكر يعتمد على ملاحظة علامات تحذيرية تُعد بمثابة جرس إنذار، وتنقسم إلى ثلاث فئات رئيسية: علامات صحية أو بدنية، وعلامات سلوكية، وعلامات نفسية، مشيرة إلى أن العلامات الصحية قد تظهر في صورة احمرار بالعين دون سبب مرضي، وقد يصاحبه اتساع العين أو ثِقَل الجفون، مع احتمالية حدوث نزيف أنفي غير مبرر، وتغيرات ملحوظة في الشهية سواء بالإفراط في الأكل أو فقدانه، بالإضافة إلى فقدان أو زيادة مفاجئة في الوزن، وظهور كدمات أو إصابات متكررة لا يستطيع الشخص تفسير سببها.
مظاهر صحية وسلوكيات إخفاء التعاطي
وأضافت أن من العلامات الصحية أيضًا عدم ترابط الكلام أحيانًا وثِقَل اللسان، إلى جانب تغير رائحة النفس والجسم والملابس، وهي أمور يمكن للأسرة ملاحظتها بسهولة، لافتة إلى أن بعض المتعاطين يحاولون إخفاء هذه العلامات باستخدام قطرات العين أو المعطرات والبخور، كما يلاحظ عدم القدرة على التواصل البصري المباشر، والإكثار من الكذب لتبرير السلوكيات أو الهروب من المواجهة.
العلامات السلوكية وتغير نمط الحياة
وأشارت الدكتورة إيناس الجعفراوي إلى أن العلامات السلوكية تتمثل في كثرة المشكلات في الدراسة أو العمل، والإهمال الواضح في المظهر والملبس، وتغير نمط الحياة الاجتماعي، والتوقف عن الأنشطة المعتادة، والأهم هو تغيير دائرة الأصدقاء، حيث يرتبط المتعاطي بأشخاص جدد يختلفون تمامًا عن طبيعته السابقة، إلى جانب التورط في مشاجرات أو سلوكيات عنيفة وعدم القدرة على التحكم في الانفعالات.
العلامات النفسية وضرورة التدخل المبكر
وتطرقت إلى العلامات النفسية، موضحة أنها تشمل التغير المفاجئ في الشخصية والمزاج، وتقلبات حادة بين الضحك والبكاء دون سبب واضح، وضعف التركيز، ونوبات خوف أو هلع شديدة، مع ازدياد الشك والقلق والتصرف بحذر مفرط، مؤكدة أن اجتماع هذه العلامات لدى شخص لا يعاني من مرض عضوي أو نفسي يُرجح كونه متعاطيًا، وهو ما يستدعي التدخل السريع والبحث والتصرف المبكر لمنع انتقاله من مرحلة التعاطي إلى مرحلة الإدمان، مشددة على أهمية حماية الأبناء لأنهم مستقبل الأسرة والمجتمع والوطن.
























