الكاتب الصحفى هشام سلطان يكتب : منوف والانتخابات البرلمانية القادمة

في كل محطة انتخابية برلمانية جديدة، تتجدد الآمال، وتُفتح أبواب التغيير أمام أبناء الوطن. واليوم، أهل منوف الكرام على موعد مع مسؤولية وطنية وتاريخية، ليست فقط أمام أنفسهم وأبنائهم، بل أمام ضمائرهم ومستقبل محافظتهم التي تستحق الأفضل دائمًا.
لقد آن الأوان أن نغلق أبواب المجاملات، وأن نكسر سلاسل الوراثة السياسية والكراتين والهدايا الرخيصة، وأن نلفظ من يُهين كرامة المواطن بصورة استعراضية تُشبه أكثر ما تكون حفلات تنكرية بين صور وعناوين جوفاء!
لا تعطوا أصواتكم لأصحاب الشعارات الرنانة والوعود الكاذبة،لا لمن يهبط على الدائرة بالباراشوت في غفلة من الزمن، ولا لمن يحاول شراء صوتكم بماله القذر، أسقطوهم في مزبلة التاريخ ، فهناك فقط يستحقون أن يكونوا.
دائرة منوف لا تستحق إلا من يكون أهلًا للأمانة، من يضع هموم المواطن فوق مصالحه الشخصية، من يعرف معنى أن تكون نائبًا في برلمان وطن، لا موظفًا عند رجال المال ولا تابعًا لمصالح ضيقة، لا نريد من يتجمل في الصور، بل من يُجيد قراءة الملفات، ويقف تحت القبة مدافعًا عن الحقوق، مشاركًا في التشريع، صوته يُسمع لا يُمسح.
على أبناء منوف أن يدركوا أن التهاون في اختيار المرشح الكفء، جريمة في حق أبنائنا، وخيانة للمستقبل. من يُصوّت لمن لا يُجيد سوى الوعود الكاذبة، هو شاهد زور، يسهم في تراجع الخدمات، وفي استمرار التهميش، وفي تغييب الرقابة والتشريع.
المرحلة المقبلة تتطلب رجلًا وطنيًا لديه مشروع، لا حقيبة ممتلئة! رجلًا يُدافع عن حق المواطن في العلاج والتعليم والعمل، لا من يسعى لحجز قطعة أرض هنا، أو توصية هناك. نحتاج نائبًا يُقاتل من أجل محطة صرف، ومن أجل طريق آمن، ومدرسة آدمية، لا من يغرد بعيدًا في وادٍ من المصالح والبيزنس والشو الإعلامي.
صوتك أيها المواطن المنوفي، هو الرصاصة الحاسمة التي يمكن أن تُسقط كل فاسد، أو ترفع اسم منوف عاليًا إن وُضع في موضعه الصحيح. فلا تهدره، ولا تفرط فيه، ولا تبيعه، لأنه ليس مجرد صوت... إنه مستقبلك.
تذكروا دائمًا أن الاختيار الخاطئ يدوم لسنوات، ويخصم من رصيد الأمل في كل بيت، بينما الاختيار الصائب هو بوابة الأمل، ومنارة الإصلاح، ودعامة وطن لا يُبنى إلا بكم، وبمن تختارونه بعقولكم وضمائركم، لا بمن يُخدعكم ببهرجة اللحظة، منوف تستحق الأفضل، فلا تضعوها في يد من لا يعرف قدرها.
قبل أن تذهبوا إلى صناديق الاقتراع، توقفوا لحظة، واسألوا أنفسكم بصوت عالٍ:هل من انتخبتموه كان صوتكم المدافع تحت قبة البرلمان؟ هل شعرتم بوجوده بينكم؟ هل حمل همومكم على كتفه، أم حمل مصالحه على ظهوركم؟ افتحوا دفاتر الخدمات وابدأوا الحساب: كم قرية من قرى منوف تم تطويرها ضمن مبادرة "حياة كريمة"؟ كم نجع دخل إليه الصرف الصحي والمياه النقية؟ كم مدرسة جديدة فتحت أبوابها لأبنائكم؟ كم مستشفى أو وحدة صحية تم تجديدها؟كم شاب وجد فرصة عمل كريمة دون وساطة أو محسوبية؟ كم طريق تم رصفه؟ كم كوبري تم إنشاؤه؟ هل لدينا خدمات طوارئ حقيقية؟ سيارات إسعاف قريبة؟ مطافي حاضرة؟
هل تحققت وعود النقل، والمواصلات الآدمية؟ هل لدينا نوادٍ للشباب ومراكز ثقافية تليق بأبناء منوف؟ أين دعم أصحاب الحرف، والمزارعين، وأبناء الطبقة الكادحة؟ كم شكوى حقيقية تابعها النائب؟ وكم مرة طرق باب مسؤول لأجلكم؟كم جلسة عامة كان فيها حاضرًا، صوته مسموع، ومواقفه مشرفة؟وأخيراً ماذا كانت مواقفهم من وفاة الاستاذ أسامة البسيونى مدير إدارة الباجور التعليمية رحمة الله علية .
هذه أسئلتكم، وهذه حياتكم، وإن لم تجدوا إجابة واحدة ترضي ضميركم، فاعلموا أن سكوتكم جريمة، وأن الفرصة قادمة للتصحيح.
لا تخافوا من الحقيقة، ولا تجاملوا على حساب أبنائكم، لا تورثوا الخذلان، بل ازرعوا الكرامة والوعي والمصلحة العامة في صندوق الانتخاب.
منوف أكبر من أن يمثلها من لا يعرف شوارعها، أو من يهبط عليها بالمظلات، أو من يعتقد أن المال يشتري الكرامة.