تعليقاً على مشروع الموازنة العامة للدولة للعامالجديد
قورة يدق ناقوس الخطر تحت قبة البرلمان : لا يجوز أن نظل نستهلك ونستورد ونصمت!

وجه النائب أحمد عبد السلام قورة، عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب وعضو الهيئة البرلمانية لحزب "حماة الوطن"، تحذيرًا شديد اللهجة للحكومة من خطورة التحديات الاقتصادية التي تواجه الدولة المصرية، مشددًا على أن الصمت لم يعد خيارًا، وأن الحلول موجودة لكن غائبة عنها "إرادة التنفيذ".
وقال " قورة "،حول تعليقة على مشروع الموازنة العامة للدولة للعام المالي 2025/2026، الذي عرضه الدكتور أحمد كجوك وزير المالية تحت قبة البرلمان ، إن من أبرز التحديات التي تهدد الاقتصاد القومي اتساع الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، ما يضطر الدولة للاستيراد بما يثقل كاهل الموازنة العامة ويؤدي إلى عجز يعرقل مسيرة التنمية.
وحذر " قورة " من استمرار ارتفاع معدلات البطالة، مؤكدًا أن المشروعات التي تنفذها الدولة لن تؤتي ثمارها طالما لم يتم التوصل إلى صيغة توافقية مع القطاع الخاص الوطني الشريف لجذب استثمارات حقيقية وخلق فرص عمل مستدامة.
وأضاف " قورة " ، أن موارد الدولة من النقد الأجنبي تعاني من الانكماش، رغم أن الجزء الأكبر منها يأتي من أنشطة القطاع الخاص، مشيرًا إلى أنه تقدم إلى الحكومة بنموذج عملي وقابل للتطبيق يعالج إحدى أخطر الأزمات، نقص إنتاج السكر في ظل شح الموارد المائية.
وكشف " قورة " ،أنه أودع نسخة من الدراسة لدى مجلس الوزراء، مشيراً فيها إلى أن الفجوة بين إنتاج مصر من السكر واستهلاكها تصل إلى مليون طن سنويًا، وتكلف الدولة نحو 800 مليون دولار من العملة الصعبة، وهو نزيف اقتصادي يجب وقفه فورًا.
وأوضح " قورة " أن الدراسة تتضمن تنفيذ نموذج زراعي تجريبي على مساحة 10 آلاف فدان في مناطق الظهير الصحراوي بمحافظات قنا وسوهاج، بتكلفة استثمارية 400 مليون جنيه، إلى جانب استصلاح 10 آلاف فدان أخرى بتكلفة 2.4 مليار جنيه، اعتمادًا على نظم الري بالتنقيط التي ترفع إنتاجية الفدان بنسبة 300%.
وأكد " قورة " أن تعميم النموذج على مساحة 65 ألف فدان خلال خمس سنوات كفيل بتحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر، وتوفير آلاف فرص العمل، بل وتحويل مصر إلى دولة مُصدرة للفائض مستقبلاً.
وقال"قورة" إن هناك خللًا كبيرًا في طريقة زراعة القصب، تتمثل في الاعتماد الكلي على نظام الري بالغمر، والذي يهدر كميات ضخمة من المياه، في وقت أصبحت فيه ندرة المياه تهديدًا وطنيًا، مشيراًالى أن الحل الجذري يكمن في التحول إلى نظم الري الحديثة بالتنقيط، التي أثبتت تجارب مجلس المحاصيل السكرية أنها تضاعف الإنتاج وتقلل الفاقد من المياه بنسبة ضخمة.
واختتم "قورة" بيانه قائلاً: "من واقع مسئوليتي الوطنية، أدق ناقوس الخطر باسم كل مواطن مصري. لا يجوز أن نظل نستهلك ونستورد ونصمت! الصمت خيانة للأجيال القادمة، لدينا حلول علمية ودراسات واضحة، فقط نحتاج إلى إرادة تنفيذ حقيقية، وعلى الحكومة أن تتحرك اليوم قبل الغد".