محمود الشاذلى يكتب : المشهد الإنتخابى من خلف ستار فهل ينتبه العقلاء .

اليوم الجمعه يوم مبارك من أيام الله تعالى ، وفيه يتعين أن نقول الصدق ، ونصدع بالحق ، ونعاهد الله تعالى أن نعمق الشفافيه فى كل مجريات حياتنا ، تلك المعانى النبيله ، يتعين أن تكون منطلقا لتناول قضايانا الحياتيه ، والتى أهمها الإنتخابات البرلمانيه التى إقتربت وتنامى معها الهزل ، وتعاظمت الأضاليل ، رغم أن مايحكم العمليه الإنتخابيه والمرشحين لايدعو لأى تطاحن ، أو مشاحنات ، أو سخافات ، أو حتى أكاذيب ، خاصة بعد تلاشى الإراده الشعبيه معيارا حقيقيا صادقا لنائب يخرج من رحم الشعب ، حتى المكون المجتمعى إنحدر إنحدارا شديدا ، فلم نعد ندرك المرشح الذى نفتخر به ، ومدى أحقيته لتولى تلك المهمه الصعبه ، نعم الصعبه لمن يعى مضامينها ويدرك عظم رسالتها ، حتى مستوى المرشحين بات يدعو للخجل أن نتحدث فى أمرهم ، الأمر الذى أعطى مبررا لإختيار النائب بعيدا عن الإراده الشعبيه ، ووفق نظام إنتخابى عجيب يعمل على تعجيز المرشحين فى القلب منهم من يمتلك شعبيه حقيقيه ، فمن هذا المرشح الفاهم الواعى الذى يرشح نفسه فى دائره مثل بلدتى بسيون حدودها محافظات المنوفيه والبحيره وكفرالشيخ ، حيث تضم مركزى بسيون وكفرالزيات الذى يفوق عدد الناخبين به عدد الناخبين ببلدتى بسيون بمراحل ، والمطلوب إنتخاب إثنين من المرشحين هذا لو إفترضنا الشفافيه والنزاهة فى العملية الإنتخابيه .
هذا النظام العجيب والغريب والذى لايحترم العقل جعل كثر ينحازون لأمر تعيين أعضاء البرلمان توفيرا للنفقات ، خاصة وأن النظام الإنتخابى أصبح ينطلق من نظام القائمه المطلقه الناجح كل من فيها ، وحتى الفردى بعد أن أصبحت الدوائر متسعه ، وهو بمثابة تعيين لكن على إستحياء ، وهذا أفسد الأداء بالأحزاب السياسيه ، وسحق وجودهم الشعبى ، وجعلهم فى الشارع المصرى ووسط الجماهير هم والعدم سواء لقبولهم بالمحاصصه أى توزيع المقاعد على الحواريين منهم ليقال أن الأحزاب ممثله بالبرلمان لاأكثر ولاأقل ، الأمر الذى معه إنحدر أداء النواب إنحدارا بشعا ، كل ذلك زكى عفوا " البجاحه " بالمجتمع حتى أصبحت على رؤوس الأشهاد ، حيث الفخر لم يعد منطلقه الشعبيه ، وثقة الناس ، إنما لمن يدفع الملايين ، أو يوضع من فوق ، ومادون ذلك مرشحين من المهانه أن أذكر أسمائهم ، لأنهم مساكين بحق ، يرشحون أنفسهم من منطلق القاعده البشعه التى مؤداها " الذين يريدون أن يعرفهم الناس ولو بالسوء من القول " فقبلوا على أنفسهم أن يكونوا أرجوزات وهم لايرون فى ذلك نقيصه لأن معظمهم للأسف الشديد لافكر ، ولارؤيه ، ولاحتى فهم ، بل كلما وجهت نصيحه لأحدهم تجده يؤكد علمه بها لكنها الرغبه فى الشهره ، الكارثه أن تلك النوعيه التى أعلنت عن ترشيح أنفسهم تعج بهم القرى الآن حتى أصبح فى كل منطقه مرشح محتمل ، وفى كل حاره مرشح محتمل ، وفى كل زقاق مرشح محتمل ، وفى كل شارع مرشح محتمل ، فبات من الطبيعى أن يكون منطلق الحديث عن العمليه الإنتخابيه هزلى بإمتياز ، وفى ذلك تقزيم لمصر العظيمه ذا التاريخ والمجد ، ومايحدث ببلدتى بسيون خير شاهد ، حتى أن البعض ترحم على البرلمان والنواب فى أزمنه ماضيه ، وهذا لاشك لايصب فى صالح الوطن ، ولاحتى حياة الشعب ، لأنه يدفع لترسيخ تقزيم كل شيىء حتى البرلمان .
آلمنى كثيرا أمر متابعة المشهد الإنتخابى من خلف ستار ، وأبكانى تصرفات البشر ، ومايشهده الوطن فى هذا السياق ، وماأدركه ببلدتى بسيون مولدى ، وموطنى ، ومستقرى ، وإقامتى ، وملاذى ، حيث واقع الأجواء الإنتخابيه بالمدينه ، والقرى ، والعزب ، وجعلنى أنتبه إلى حجم الأضاليل التى طالت سلوك المرشحين وحوارييهم ، وحتى المتفرجين على جميعهم ، الذين تأثرسلوكهم سلبا بما يرصدونه عن قرب من مهازل ، وأثر فيهم إدراكهم لهذا التردى الذى تحكم فى سلوك جميع المحتمل ترشحهم ، لدرجة أننى سجدت لله شكرا على أن وفقنى فى الإبتعاد عن العملية الإنتخابيه برمتها ، ترشحا أو ناخبا أو حتى متحدثا بشأنها .
فى البدايه تعجبت من تذبذب مواقف الناس وتدنى مواقفهم إنطلاقا من مبادئ تربيت عليها ، وثوابت فى الحياه تمسكت بها ، رغم يقينهم أنها مسرحيه هزليه يمثل فيها مجموعه من الناس يقودون اشخاص هم بحق كومبارس تنعدم لديهم الرؤيه ، يرتكبون حماقات تطال كل التصرفات ، لجان ألكترونيه يتم توجيهها لسب وشتم الخصوم جميعهم مجهولى الهويه ، دليل إنحطاط ، حتى جعلوا كل من يحترم نفسه يبتعد حتى عن الحديث بشأن الإنتخابات التى يتوهم الجميع أنها معركة بجد وتنافس بصدق ، مؤتمرات هزليه يتم التدشين لها إيذانا بإعلان الترشح ، تشهد حاله من المديح تجعل المرشح المحتمل نفسه يتعجب مما يسمع بشأنه غير مصدق ، لدرجه أنه يكون فى حاجه لمن يعضه ، أو يقرصه بعد دخوله فى حاله تشبه الغيبوبه الذهنيه تأثرا بما يسمع من مديح بحقه ، وإدراك أنه المعنى بتلك الكلمات التى تذهب بالعقل من عدم معقوليتها ، ومديح على الفيس بوك بأشخاص بسطاء أبدوا رغبتهم فى الترشح دفع بهم البعض للتسليه والهزار ، أو نوع من الإحتجاج على المشهد برمته ، يذهب بالعقل من المبالغه والهزل ، حتى أننى ضربت كفا بكف من تلك الحاله من الدراماتيكيه التى جعلت كثر يمدحون فى مرشح هم أنفسهم لن ينتخبوه ، يبقى أن هؤلاء فى حاجه لإعمال العقل قبل أن يصبحوا محل تندر والإنتباه أن بلدتنا بسيون أعظم من ذلك بكثير فرفقا بالبلد أيها الكرام .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .