من ”أشواك التين” إلى ”أكواد الذكاء الاصطناعي”.. حكاية كفاح محمد صيام بين ليل العمل ونهار الحلم

في قلب منطقة أبو زعبل بمدينة الخانكة بمحافظة القليوبية، وُلدت حكاية ملهمة تحمل بين طياتها مشقة الحياة ونبل الطموح. بطلها محمد طارق صيام، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الحاسبات ونظم المعلومات، والذي قرر مع شقيقه محمد، طالب كلية التجارة بجامعة عين شمس، أن يسيرا في درب الكفاح بعد وفاة والدهما الراحل طارق صيام، الذي كان معلماً فاضلاً ورحل عن عالمهما منذ سنوات، تاركًا لهما تركة من القيم والتحدي.
لم ينتظر محمد الوظيفة ولا دعمًا يأتي من المجهول، بل خاض معركة البقاء بعزيمة لا تلين، فاختار مهنة لا يقوى عليها الكثيرون، وهي زراعة وجمع ثمار التين الشوكي، تلك الثمار التي لا تُجمع إلا في جنح الليل، حين تنزل قطرات الندى فتخفف من حدة أشواكها القاسية، والتي إن جُمعت نهارًا تنثرها الرياح في وجوه وأجساد جامعيها، مسببة لهم جراحًا لا تُحصى.
في كل ليلة، يحمل محمد أدواته، ويخرج ليغوص بين الأشواك في صمت، يقطف رزقه بيديه، يضمد جراحه وحده، ويعود مع أول خيوط الفجر مُثقلًا بالتعب لكنه مفعم بالإصرار. لا يغمض له جفن طويلًا، فنهاره مخصص لحلمه الكبير بأن يصبح من كبار مبرمجي العالم ورواد الذكاء الاصطناعي.
بين الليل الذي يحارب فيه الأشواك، والنهار الذي يغوص خلاله في عوالم "الأكواد" والخوارزميات، يكتب محمد طارق صيام سطوره الخاصة في كتاب الكفاح، ويثبت أن الطموح لا يعرف الظروف، وأن طريق النجاح يبدأ من العزيمة، ولو كانت بدايته بين أشواك التين الشوكي.