قبطان محمد شلبي يكتب واشنطن تكتفي بالمساعدات الإنسانية... ومصر تقف وحيدة أمام الجحود الدولي تجاه غزة

في وقت تتواصل فيه مأساة غزة بلا أفق، يظل الموقف المصري ثابتًا: رفض التهجير، دعم المقاومة السلمية، والإصرار على فتح مسارات للمساعدات رغم كل التحديات. وبينما تتحرك القاهرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، تبدو القوى الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، غارقة في حسابات سياسية ضيقة، تاركةً الشعب الفلسطيني يواجه مصيره.
في أول تعليق مباشر له حول مستقبل القطاع، تجنّب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعلان موقف واضح من إعلان إسرائيل نيتها فرض سيطرة كاملة على غزة، مكتفيًا بالقول: "نركز على إدخال الغذاء والمساعدات، أما ما تبقى فسيتحدد إلى حد كبير من جانب إسرائيل نفسها."
مساعدات بلا سياسة
ترامب أشار إلى أن إسرائيل وعددًا من الدول العربية ستشارك في توزيع المساعدات، لكنه تجاهل التحركات الميدانية الإسرائيلية التي توحي باتجاه نحو "احتلال كامل"، وهو الخيار الذي رجحته تسريبات إعلامية عقب اجتماعات مغلقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع قادة أجهزته الأمنية.
اقتراحات مثيرة للجدل
كان ترامب قد طرح في وقت سابق فكرة أن تتولى الولايات المتحدة إدارة غزة، وهي الفكرة التي رفضتها الأمم المتحدة والدول العربية وخبراء القانون الدولي، وحتى أصوات أمريكية، باعتبارها "غير واقعية وتتنافى مع القانون الدولي".
واقع إنساني كارثي
منذ بدء الحرب:
عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى.
تشريد شبه كامل للسكان.
أزمة غذاء غير مسبوقة تهدد الملايين.
ورغم اتهام محكمة العدل الدولية لإسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية"، وتحقيق المحكمة الجنائية الدولية في "جرائم حرب"، تصر تل أبيب على أن عملياتها "دفاع عن النفس" بعد أحداث أكتوبر 2023.
مصر في مواجهة العزلة
بينما ينشغل العالم ببيانات الشجب ومبادرات لم تخرج من إطار الكلام، تتحمل مصر وحدها عبء احتواء الكارثة:
فتح معابرها لإدخال المساعدات رغم المخاطر الأمنية.
رفضها القاطع لأي خطط تهجير قسري.
تحركات دبلوماسية متواصلة في الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.
ويرى مراقبون أن هذا الدور المصري يكشف عزلة القاهرة الأخلاقية في مواجهة جحود دولي غير مسبوق، حيث تكتفي القوى الكبرى بالمساعدات الإنسانية الشكلية بينما تتجنب مواجهة أصل الأزمة: الاحتلال وسياساته التوسعية.