المستشار أسامةالصعيدي يكتب:بعد الإطلاع غسل الأموال والعقول بأغاني المهرجانات

دعونا نعيش فى دهاليز موضوع هذا المقال والذي يدور فى فلك ما يسمى "أغاني المهرجانات" وهي من وجهة نظري يمكن أن يطلق عليها نوع من الأداء الصوتي يرتبط بإيقاع موسيقي صاخب راقص يكون مصحوباً بكلمات سوقية مبتذلة يؤديها أي شخص مهما كان بؤس صوته وردائته.
وإذا كان هذا التعريف لما يسمى بأغاني المهرجانات هو من وجهة نظري وقد اجتهدت فى الوصول إليه باعتبار أن الذوق العام والقيم الفنية الجميلة هي الحاكم على هذا النوع من الأداء الصوتي الردئ والذي لا يمكن أن يطلق عليه فن أو نوع من أنواع الأغاني فهو بعيد كل البعد عن ذلك حتى لو نال استحسان نوعية معينة من الجمهور الذي يجد ضالته فيه وللأسف لم يعد منحصراً هذا الجمهور فى ما يسمى بالطبقات ذات الثقافة الدنيا وأعتقد أن باعث هذه النوعية من الجمهور هو الفراغ العقلي، وبخاصة فى ظل فساد الذوق الجمالي العام الذي يفتقر إلى الحد الأدني من الثقافة الفنية لأي عمل فني حقيقي.
وفى ذات السياق يجب التأكيد على أن الأجيال التي عايشت فيما مضى روائع الأغاني على ألسنة الشعراء الكبار، وروائع النغم التي أبدعها أساطينة، وروائع الأصوات الغنائية التي لكل منها بصمة لا تخطئها الأذن، هي أجيال لا يمكن بأي حال أن تتقبل سماع هذا الأداء الصوتي الردئ الممزوج بالموسيقي الهمجية الراقصة.
وفى ذات السياق أيضا بات ضروريا الوعى بأن هذة الظواهر الغريبه على ثقافة مجتمعنا ومنها اغاني المهرجانات وتيرندات البلوجرات هى مادة خصبة لغسل الأموال القذرة الغير معلوم مصدرها ، كما أنها أحد وسائل حروب الجيل الرابع التى يتم استخدامها لتغييب العقول وطمس الهوية المصرية.
وفى النهاية " يجب أن نتذكر عصر الكبار فى الثقافة بصفة عامة والفن بأنواعه بصفة خاصة لمواجهة هذا التراجع فى الوعي الثقافي العام، وحتى لا تجد العقول الفارغة نفسها تائهة بين تريندات الفتاوى الإرهابية المتشددة وبين الكلمات الرديئة الممزوجة بالموسيقي الهمجية الصاخبة فيكون الضحية هو المجتمع الذي يتم سلبه من قيمة وتقاليده وهويتة" .