استشارية أسرية: فن اختيار التوقيت المناسب أساس الاستقرار الأسرى

أكدت سماح عبد الفتاح، الاستشارية الأسرية، أن الحياة اليومية بكل تفاصيلها تقوم على التوقيتات، بداية من مواعيد الصلاة والأكل والعمل، وصولًا إلى القرارات المصيرية مثل الاستقالة أو حتى مواعيد النوم.
وأوضحت الاستشارية الأسرية خلال حلقة برنامج "الرحلة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن التوقيت يؤثر بشكل مباشر على قيمة المواقف الإنسانية داخل الأسرة، مشيرة إلى أن تقديم هدية بعد المناسبة أو في وقت خلاف، أو الغياب في لحظة احتياج الطرف الآخر، كلها أمور تفقد قيمتها إذا لم تتم في التوقيت الصحيح.
وأشارت سماح عبد الفتاح إلى أن إهمال اختيار التوقيت المناسب داخل العلاقة الزوجية يؤدي إلى فجوات صغيرة تتحول مع الوقت إلى كبيرة، وهو ما يهدد استقرار الأسرة.
وأضافت أن غياب الكلمة أو الموقف في وقت الأزمة قد يبعث برسائل خاطئة تُفهم على أنها قلة اهتمام أو انعدام تقدير، رغم أن الطرف الآخر قد يكون لديه مبررات مثل ضغوط مادية أو صحية. وهنا يبرز دور الحوار المفتوح الذي يمنع سوء التفاهم ويوفر مساحة للتسامح والاحتواء.
وتابعت أن فن اختيار التوقيت يُعدّ "نجم التعاملات" في الخلافات الزوجية، حيث لا يخلو أي بيت من خلافات، لكن ما يميز العلاقات الناجحة هو كيفية إدارتها بذكاء.
وأوضحت أن تحديد توقيت النقاش، وتأجيله عند احتدام الانفعالات، يمنع تصعيد الخلاف ويتيح معالجته بهدوء.
وأضافت أن الابتسامة البسيطة أو التعليقات اللطيفة قد تكون أداة لتخفيف حدة النقاش إذا جاءت في وقتها الصحيح، لكنها قد تُفهم كاستهزاء أو تسفيه إذا قيلت في ذروة الغضب. ونصحت الأزواج باستثمار السنوات الأولى من الزواج لدراسة طباع بعضهم والتعرف على التوقيتات التي تساعدهم على تجاوز الأزمات.
كما شددت الاستشارية الأسرية على ضرورة مراعاة الحالة الجسدية والذهنية للطرفين قبل الدخول في أي نقاش، مؤكدة أن الحوار بعد يوم طويل من التعب أو في لحظة إرهاق شديد لا يحقق أي نتائج إيجابية. وأوضحت أن استقبال الشريك بابتسامة ودعم عاطفي لحظة عودته للمنزل يساهم في تقوية المشاعر، بينما إهمال هذه التفاصيل الصغيرة يراكم الفجوات.
وحذرت عبد الفتاح من خطورة ما وصفته بـ"الطلاق الصامت"، الذي ينشأ نتيجة تراكم الإهمال في التفاصيل الصغيرة، مؤكدة أن ضبط التوقيت في العلاقات الزوجية ليس مجرد إدارة للوقت، بل هو إدارة لقيمة العلاقة ومشاعر الحب والرحمة بين الزوجين.