الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : تأثرا بأجواء الإنتخابات فلننتبه أن للكون ربا .

أياما معدودات ونتعايش مع ضجيج الإنتخابات ، وندرك صراعات المرشحين ، ونسمع كثيرا من الهزل ، هذا يجعلنا ضرورة الإنتباه إلى أن ذلك يدفعنا إلى حياه لاتتسم بالسعاده ، ولاندرك فيها الأمان ، بل وتجعلنا ننسى أن للكون رب ، لذا يتعين أن نعيش مع أحوال الناس ، ونبتعد عن الصراعات ، لعلنا نستطيع أن ننطلق فى الحياه فى أجواء ترسخ الطمأنينه ، وتعمق بداخلنا الأمن والأمان .
يقينا .. صعبه هى الحياه ، وشاق أن يعيش الإنسان فيها حياه كريمه فى ظل إمكانات محدوده ، ومتطلبات يفرضها الواقع المجتمعى وتمثل الحد الطبيعى للإنسان أن يعيش فى سعاده أو حتى راحة بال ، كثر من المرشحين لايدركون ذلك على الإطلاق ، أو يتعايشوه رغم أنهم من نسيج المجتمع ، لأنهم لو أدركوه مافكروا أن يخوضوا تلك الإنتخابات إنطلاقا من هذا التردى ، المؤلم أن هذا تواكب مع مناخ عام مجتمعى يحمل ضبابا كثيفا ، ويشعر فيه الناس بالعوده للماضى الجميل ، تأثرا بتلك الحاله التى تحمل لدى البعض إصرارا على قهر الإنسان لأخيه الإنسان ، جارا كان أو زميل عمل ، أو رفيق درب ، أوشريك فى تجاره ، يتعاظم ذلك كله عندما تصل الأمور إلى درجة البحث عن السعاده المفقوده ، لذا دائما ماتكون الدعوات لرب العالمين سبحانه ان يفك الكرب ، ويزيل الهمّ ، ويكشف الغم ، وأن ينعم علينا سبحانه بنعمة الصحه والستر ، وأن تكون الإنسانيه أحد منطلقاتنا فى الحياه .
بات من الطقوس الحياتيه الطيبه لدى البعض أن يراجع الإنسان نفسه بين الحين والحين ، يتعاظم ذلك عند المصائب وفى الملمات ، وفى لحظات الخلود للسكينه والراحه ، والإبتعاد عن الضجيج الذى يفرضه واقع الحال اليومى ، والإنتباه إلى أن الحياه لاتستحق كل هذا الصراع الدامى الذى نرصده بين الناس ، لأنها إما جنة أبدا ، أو نارا أبدا ، وأن القبر يضم الجميع وفق مقدور الله تعالى رب العالمين سبحانه ، الذى كتب الموت والحياه ليبلونا أينا أحسن عملا ، والذى جعل الموت قدرا على كل البشر حتى الانبياء والمرسلين ، ولحكمه يموت كل البشر حتى الملوك ، والقياصره ، والمليونيرات ، وجميعا لايحميهم مناصبهم ، ولاأموالهم عن قدر الله تعالى ، لكنها البشريه التى تنسينا أنفسنا ، فيتجبر القوى فينا على الضعيف ، ويسحق صاحب السلطه من لاسلطه له ، ونرصد هذا البذخ الذى وصل إلى حد السفه في تمتع الأغنياء بالمال .
يتعين أن يدفعنا هذا للإنتباه إلى أهمية أن يغوص الإنسان فى أعماق وجدانه لعل ذلك يجعله ينتبه إلى أنه فى لحظه سيصبح ذكرى ، إما منطلقها فخرا ، أو مرجعها تندر ، وفى لحظه قد يتجرد من المنصب ويكون محل ترحاب أو تجاهل ، ذات يوم قريب جمعنى لقاء بوزير الدفاع السابق الفريق صدقى صبحى الذى قدم لبلدتى بسيون لتقديم واجب عزاء فى إبنة عمى ، ولعلها المره الأولى الذى ألتقيه وجها لوجه وعن قرب ، وإستشعرت لديه إنسانيه ، وواجب ، جعلاه في تصالح مع النفس ، وبعدها بأيام تاهت منى نفسى حيث شاركت فى العزاء الذى أقيم برحاب مسجد المشير بالتجمع الخامس بالقاهره تأثرا بوجودى بقاعة العزاء بالقرب من الفريق صدقى صبحى وزير الدفاع السابق الذى قدم أيضا للعزاء ، واللواء محمد إبراهيم ، واللواء أحمد جمال الدين وزيرا الداخليه السابقين ، إدراكا أن تأدية الواجب من أهم منطلقات جبر الخاطر الذى يحتاجه كل البشر وكم تأثرت بإنتباه بلدياتى اللواء أحمد جمال الدين لى وحفاوته النابعه من أبناء الأصول ، حيث أسعدنى إدراكه لزمالتى لعمه الكريم في البرلمان الصديق النائب الدكتور عبدالأحد جمال الدين رحمه الله .
وقفت وسط قاعة العزاء حيث أستقبل المعزين منتبها أن كل شيىء زائل حتى الإنسان ، وزاحمت نفسى أسئلة عديده تبحث عن إجابه مؤداها لماذا هذا التناحر بين بنى البشر ، وتلك الصراعات الداميه بين الإنسان وأخيه الإنسان ، ولماذا هذا القهر الذى يبدع فيه الناس للنيل من قرنائهم ولماذا تلاشى الإنسانيه عن واقعنا وإلى أن أدرك الإجابه فالننتبه أن للكون رب .