«الجارديان»: انقسام قادة أوروبا بشأن كيفية التعامل مع «عالم ترامب الجديد»

نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تحليلا أعده المحرر الدبلوماسي باتريك وينتور، سلط فيه الضوء على خطاب نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس في ميونيخ، والذي وجه فيه انتقادات لاذعة لأوروبا، معتبرا أنه يكشف النقاب عن أن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة في ولايته الثانية ستكون بمثابة "قوة مزعزعة وفوضوية تفوق بكثير أسوأ مخاوف الدبلوماسيين البريطانيين والأوروبيين والشرق أوسطيين
وقال ونيتور - في مستهل مقاله - إنه "في الوقت الذي يجتمع فيه القادة الأوروبيون في باريس اليوم الاثنين، للتحضير لرد موحد على استبعادهم الواضح من المحادثات المرتقبة بين واشنطن وموسكو بشأن مستقبل أوكرانيا، فإن السؤال الأهم الذي يشغل ذهن كل قادة أوروبا، هو "كيفية التأثير على رئيس أمريكي جامح لا يقيده شيء".
وفي كلمته التي ألقاها في مؤتمر ميونخ للأمن، قدم الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب بعض النصائح لدول الشمال الأوروبي، قائلا: "نحن الفنلنديون في مثل هذه المواقف نتمتع بالهدوء والرصانة".
وفي مواجهة ما وصفه بـ"صخب" الدبلوماسية المتوترة، قال ستوب: "نحن بحاجة إلى التحدث أقل والقيام بالمزيد من الأفعال".
وفي سياق متصل، أقر نظيره اللاتفي إيدجار رينكيفيتش بأن "مثل هذه المناقشات حول علاقة أوروبا بالولايات المتحدة تشبه الاستشارات النفسية".. وقال: "أشعر بالقلق من أن جزءاً من الثقافة الأوروبية قد لا يكون جذابا لأمريكا الحديثة.. ونحن نحاول التفكير والبحث عن الحل الأمثل.. نحن نركز على العملية وليس على النتائج".
وعلى صعيد متصل، حث رئيس الوزراء الأيسلندي الجديد كريسترون فروستادوتير أوروبا على محاولة تهدئة الأمور، قائلا: "هناك الكثير من الكلام الفارغ ولا يوجد الكثير من الوضوح فيما يتعلق بما تقوله الولايات المتحدة.. دعونا نتأكد من أننا لا نتفاعل مع الأشياء الخاطئة، فإننا لا يمكننا الاستغناء عن الأمريكيين".
واعتبر وينتور، في مقاله، أن "القول أسهل من الفعل"، مشيرا إلى أن تصريحات دي فانس، التي أيد فيها حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي قبل أيام من بدء الحملة الانتخابية في ألمانيا، تشير إلى أنه من الصعب على أغلب الألمان أن يعتقدوا أن أمريكا تصغى إليهم، مثلما يحاول المسؤولون الأمريكيون التأكيد على ذلك بشكل غير معلن.
ومن جهته، وصف وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس التصريحات التي أدلى بها نائب الرئيس الأمريكي حول أوروبا بأنها "غير مقبولة"، معربا عن معارضته الشديدة للانطباع الذي أعطاه فانس بأن أوروبا تقمع أو تُسكت الأقليات.
ومن ناحية أخرى، تساءلت ناتالي توتشي مديرة معهد روما للشؤون الدولية عما إذا كان هناك شيء أكثر عمقا يجري بين أوروبا والولايات المتحدة. وقالت: "أحد التفسيرات لما حدث في الأيام القليلة الماضية هو أن هذه الإدارة الأمريكية ربما لا تفضل أوروبا كثيرًا، وربما إذا تحركنا من خلال زيادة الإنفاق الدفاعي وما إلى ذلك، يمكننا بطريقة ما إعادة إحياء الاهتمام الأمريكي وربما حتى عاطفة الولايات المتحدة تجاه أوروبا، بما في ذلك أوكرانيا، وهذا هو السيناريو الأفضل".
وأضافت: "ولكن ألا ينبغي لنا أن نأخذ في الاعتبار أن هناك سيناريو موجودًا، حيث لا يوجد شيء على الإطلاق يمكننا القيام به لإعادة توجيه الإدارة الأمريكية نحو تفضيل أوروبا، وبالتالي نحن وحدنا في مواجهة إدارة أمريكية تريد عمدا إضعافنا وتقسيمنا".
وأشار وينتور إلى أن فريدريش ميرز المرشح الأوفر حظاً لمنصب المستشار المقبل لألمانيا بعد الانتخابات التي ستجري هذا الشهر، لم ينتقد الإدارة الأمريكية مثل توتشي، لكنه أقر بأن خطاب فانس قد وسع نطاق نقاط الخلاف بين أوروبا والولايات المتحدة