الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : تحيا مصر بحق ولاعزاء للأمه العربيه والمجتمع الدولى .

لعله من الأهمية التأكيد على ألا تأخذنا الأجواء الإنتخابيه للبرلمان القادم والتى باتت وشيكه عن قضايا وطننا الغالى ، وتلك العربده الصهيونيه ، بل إننى أجد ضرورة ألا نغفل واقعنا المحلى والدولى ونغوص فى أعماق التردى الإنتخابى ، والهزل الذى جعل كثر يبتعدون عن حتى مجرد الحديث بشأن الإنتخابات ، ينتابهم الألم على ماضيعوه من هرتله فى عالم السياسه ، والأحزاب ، والمساهمه بحسن أو بسوء نيه فى تقزيم كل شيىء حتى وجدنا هذا الهبوط المدوى فى مستوى الفهم والوعى والإدراك بالنسبه للراغبين فى الترشح ، وأصبحنا نترحم على قامات برلمانيه خلدهم التاريخ ، ويبقى للتاريخ الفرصه سانحه فى ترميم هذا الهزل بوقف هذا العبث وسيطرة المال السياسى الفاسد ، وإفساح المجال أمام أصحاب الخبرات ومن لهم شعبيه حقيقيه ، بغير ذلك سيكتب شهادة وفاة البرلمان شعبيا ، ولن ينال الأعضاء أى تقدير مجتمعى ، وهذا أمر فى غاية الخطوره ، وحتى نصل إلى مستوى لفهم مارصدناه من هزل ، كان من الأهمية التأكيد على أن وطننا الغالى بخير ، ومصرنا الحبيبه بخير ، وقادتنا بخير قديما وحديثا ، وذلك من خلال فتح صفحه تاريخيه لعظمة المصريين ، ليطمئن كل المصريين خاصة الشباب والأجيال التى لم تعاصر عظماء الوطن أن وطننا بخير .
إنطلاقا من ذلك .. إسرائيل تعربد ولاحراك دولى ، ولاإمتعاض عربى اللهم إلا إدانه طالت الذين سحقهم الصهاينه الملاعين ، وموقف مصرى قوى نابع من ضمير وطنى ، بالأمس القريب إرتكبوا مجازر بشعه في غزه بحق إخواننا الفلسطينيين طالت النساء والأطفال ومازالت ولم يهتز ضمير العالم الذى أيقنت أنه تلاشى من الوجود ، واكب ذلك إرتكاب نفس المجازر بحق إخواننا اللبنانيين ، والمجتمع الدولى والأمه العربيه تشجب وتستنكر على إستحياء ، 100 غارة للإحتلال إستهدفت الجنوب والبقاع الغربي و70 شهيدا حصيلة 3 أيام من الاعتداء ، مئات الضحايا وتدمير البنية التحتية ، وغارة إجراميه إستهدفت قادة حماس بالدوحه ، ومجلس الأمن يفشل فى وقف عربدتها ، وتتحول جلساته إلى دعوات للتهدئة ، وخطط لوقف إطلاق النار ، وتأثرا بالخذلان العربى والدولى ، كل ذلك والأمه العربيه لاحراك حتى الجعجعه باتت من المحظورات لاسامح الله الجبناء المطبعين على رؤوس الأشهاد ، ولاغفر لهم مافعلوه بأنفسهم ، وأمتهم ، وشعوبهم ، وماألحقوه من عار سيسجله التاريخ بمداد من سواد .
بلا مزايدات أو مجاملات رمم شتات النفس وأراح القلب الموقف المصرى الذى جاء واضحا بلا لبس ، صريحا بلاغموض ، حيث أكد الصديق العزيز السفير بدر عبد العاطي وزير الخارجيه في جلسة طارئه لمجلس الأمن بشأن تلك التطورات أنه عدوان مكتمل الأركان ، وإنتهاك صارخ لسيادة دولة هي عضو مؤسس لمنظمة الأمم المتحدة ، وإهدار كامل لميثاق الأمم المتحدة وبالمخالفة لأحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي ، كان وزير الخارجيه المصرى القيمه والقامه السفير بدر عبدالعاطى رائعا عندما أكد بوضوح أن المأساة التي يعيشها بعض الدول الآن هي نتيجة للعجز المخزي لمجلس الأمن عن الاضطلاع بمسئولياته لوقف الحرب الدائرة في غزة ، وشدد على ضرورة التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701، بشكل شامل وغير انتقائي وبدون تمييز بين الأطراف المخاطبة بالقرار ، وأن يتم الوقف الفوري وغير المشروط للإنتهاكات المستمرة لسيادة الأراضي والأجواء ، كما أكد الوزير على أن عودة الإستقرار الكامل لمنطقة الشرق الأوسط مرهون أساسا بالتطبيق الكامل والفوري لقرار مجلس الامن رقم 2735.
فخور بالموقف المصرى متمنيا أن يأخذ مابقى من عقلاء العالم ماسبق وأن طرحه وزير الخارجيه السفير بدر عبدالعاطى أمام مجلس الأمن مأخذ الجد ، خاصة ماطالب به باسم مصر من وقف الحرب في غزة وإراقة الدماء المستمرة ، للخروج من دائرة الهدن المؤقتة التي لا تلبس أن تنهار ، فإما الوقف الشامل لكل أشكال القتال في كل الساحات أو المزيد من الإنهيارات وتوسع مضطرد للصراع في منطقة لم تعد تحتمل المزيد من الدمار ، تحيه ممزوجه بالتقدير إلى وزير خارجية مصر السفير بدر عبدالعاطى الذى أكد بكل شجاعه على ضرورة أن يضع مجلس الأمن حدا للكارثة غير المبررة وغير المقبولة التي يعيشها لبنان .
هذا الموقف المصرى الرائع وكأنه يعيد عقارب الساعه للوراء ويذكرنا بتاريخ وطنى مشرف كنت فيه طرفا أصيلا ، حيث مؤتمر البرلمان العربى الأفريقى الذى عقد بالعاصمة النيجيريه أبوجا ، وكنت فيه ومعالى النائب احمد رسلان أعضاءا عن البرلمان المصرى ، وقفنا فى جلساته وإجتماعات لجانه ندافع عن القضيه الفلسطينيه ، وكان النائب عبدالعزيز مصطفى وكيل مجلس الشعب فى ذلك الوقت ورئيس الوفد البرلمانى المصرى واضحا فى التصدى بإسم الوفد البرلمانى المصرى للإجرام الصهيونى ، الأمر الذى معه صفق لنا الوفود العربيه فى القلب منهم الوفد البرلمانى الجزائرى ، وقبله بسنوات كانت نفس القضايا محور نقاش بألمانيا مع الصديق السفير بدر عبدالعاطى وزير الخارجيه حيث كنت فى مهمه صحفيه بألمانيا وكان سفيرا لمصر فى ألمانيا فى ذلك الوقت ، كنت والزملاء الصحفيين واضحيين بضرورة التصدى للإجرام الصهيونى ، والدفاع عن حق الفلسطينيين المشروعه فى دولتهم وعاصمتها القدس ، وستظل تلك قناعات كل الوطنيين قاده ، ومسئولين وشعبيين ، وموقفهم الواضح ، متمنيا أن يكون هناك ضغط عربى حقيقى على المجتمع الدولى لإتخاذ إجراءات صارمه وعاجله لوقف تلك المجازر البشعه ، ومساعدة المنكوبين بغزه إنقاذا لما تبقى من إنسانيه ، ومحاسبة إسرائيل على الغارة الإجراميه التى إستهدفت قادة حماس بالدوحه ، فهل سيتحقق ذلك أم سيظل من الأمانى المستحيله ردع هؤلاء المجرمين الملاعين .