الكاتب الصحفى جهاد عبد المنعم يكتب : كيف حقق محمد عبد اللطيف وزير التعليم المعجزة في اقل من عام ؟

لو سالت اي مواطن عن احوال المدارس والتعليم في مصر سينظر اليك غاضبا او أسفا ويقول تعليم ايه ومدارس ايه هي فين المدارس وفين التعليم كله في السناتر بابا ليه ياسيدي المدارس زحمة والعيال قاعدين في الارض وفوق بعض والكثافة تزيد عن الصين الشعبية يعني الفصل شايل 200 والمدرسين مش مكفييين وإعدادهم اقل بكثير والعجز تقريبا نص مليون وفي كل التخصصات وبعدين الثانويه العامه لوحدها بعبع وعفريت كل بيت والناس بتحرم نفسها من القوت الضروري عشان الاولاد في الثانويه عاوزين دروس وكتب خارجية وليلة طويلة والمناهج كتير وزحمة علي الفاضي والله وهي فرصة واحدة تحدد مستقبل الاولاد وربنا يستر
وطبعا لو سالت الحل ايه يقولك مفيش حل حتي لو الدولة بنت مدارس جديدة محتاجين مال قارون وعمر نوح وصبر أيوب ومفيش فايدة لانه كمان مفيش أراضي فاضية في الكتلة السكانية يعني يبقي الحال كما هو عليه وربنا يستر واهي ماشية مع الدروس الخصوصية والسناتر يعني مفيش حل. لا مفيش
ولكن جاء مجمد عبد اللطيف وزيرا للتربية والتعليم وكأنه يحمل عصا سحرية ولانه يعرف الداء تماما فقد كان جاهزا بالدواء وبسرعة اشبه بالمعجزة قدم حلولا علي الارض لكل هذه المشكلات دفعه واحدة فقضي علي عفريت الثانوية ولأول مرة هذا العام لم نسمع عن امتحان الثانوية العامة مش بس كده لقد جاء بنظام البكالوريا وهو نظام عالمي كان حكرا علي الأغنياء في مصر واتي به الوزير الي كل الناس فالمناهج اقل وفرص الامتحان اكثر ومفيش خوف ولايحزنون طيب خلاص اتحلت مشكلة الثانوية العامة بمنتهي السهولة يبقي مشكله التكدس وزحام الفصول وعجز عدد المعلمين طيب ودي نعمل فيها ايه مستحيل بقي ولا مستحيل ولا حاجة تعالي شوف 200 الف فصل في غمضة عين معجزة دي ولا ايه ولا اي اندهاش دي فصول كانت تستخدم كونترول. وطبعا في حلول كثيرة دون تحميل الدولة أعباء مالية جديدة
انه يخطط ويفكر خارج الصندوق لا يراهن على الموازنات والاعتماد المالي بل على الإبداع والإرادة والتخطيط المحكم.
واستطاع في زمن قياسي يشبه المعجزة ان يقضي على أخطر مشكلتين وهما عجز عدد المعلمين وكثافة الفصول وبدلا من انتظار تشييد مدارس بعيدة لا يصلها أحد وجه بتوسيع المدارس القائمة وتحويل المساحات المهدرة إلى فصول
وفي المناطق المزدحمة جاءت مبادرة الفترات الممتدة حيث تعمل بعض المدارس بنظام الفترتين أو الثلاث فترات، لتقليل التكدس دون المساس بجودة التعليم.
يسد عجز المعلمين.. لكن بالكفاءة وليس بالأقدمية
لم يفتح باب التعيينات عشوائيا بل أطلق مسابقات قومية عادلة تخضع لمعايير دقيقة في التخصص، والقدرات التربوية، والتحول الرقمي. وحل المشكلة بالمدرسين بالحصة
وزير يسبق الزمن..
يمضي هذا الوزير وسط زحام التحديات وكأنه في سباق مع الزمن. يحلم لمصر، لا كما يحلم مسؤول تقليدي، بل كما يحلم عالم يعرف أن المستقبل يبدأ من مقعد الدراسة. يتنقل بين الملفات برؤية العالم ، ويتعامل مع القرارات كأنها عمليات جراحية دقيقة، لا تحتمل الخطأ، ولا مجال فيها للعشوائية.
إنه لا يتوقف عند الحاضر، بل يفتح نوافذ على تجارب الدول المتقدمة، ويغوص في عالم الذكاء الاصطناعي، ويعيد بناء المناهج لتخدم المستقبل لا الماضي. كل مبادرة عنده لها عمق وفلسفة
لا يشغله النقد ولا يشتت انتباهه الغبار
والغريب ان هذا الوزير تعرض لحملات تشويه ممنهجة منذ اللحظة الأولى التي تسلم فيها مهم منصبه ومعروف طبعا من وراء هذه الحملات
ربما أكثر ما يميز هذا الوزير، أنه لا يرد على كل هجوم ولا يفتح النار على من يهاجم، لأنه ببساطة يرى في كل دقيقة تمر فرصة للعمل لا للكلام. لا تحبطه حملات التشكيك، ولا تؤثر فيه محاولات هدم الثقة لأنه يدرك أن من يقود تغييرا بهذا الحجم لا بد أن يكون صلبا جدا .. مثل الجبال.
مقالات ذات صلة